قالت السلطات الليبية السبت إنها اتصلت بالسلطات الموريتانية عن طريق الشرطة الدولية (إنتربول) من أجل تسليم الرئيس السابق للاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي الذي اعتقل في موريتانيا وتلاحقه المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الثورة التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي. ونقل مراسل الجزيرة نت في ليبيا عن مسؤول ملف الجنائية الدولية أحمد الجهاني قوله إن الدولة بدأت في اتصالات مع السلطات الموريتانية لاتخاذ الإجراءات القضائية المتصلة بعملية التسليم. وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي محمد الحريزي لوكالة الأنباء الفرنسية "لقد تأكدنا من اعتقال عبد الله السنوسي لدى وزارة الخارجية الموريتانية". الاعتقال وقالت السلطات الأمنية الموريتانية في بيان لها إنها اعتقلت مدير المخابرات الليبية السابق لدى وصوله مطار نواكشوط قادما من الدارالبيضاء، وهو يحمل جواز سفر ماليا مزورا. وقال مراسل الجزيرة نت بنواكشوط إن السنوسي وصل على رحلة الخطوط المغربية مساء الخميس إلى مطار نواكشوط، واعتقلته سلطات الأمن عند وصوله مكاتب الشرطة، مشيرا إلى أنباء غير مؤكدة عن وجود نجله معه. وطبقا لمعلومات أمنية، فإن السنوسي نقل إلى مكان سري تابع لإدارة أمن الدولة للتحقيق معه. والسنوسي (62 عاما) شغل لوقت طويل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية في ليبيا، وصدرت بحقه مذكرة توقيف من قبل المحكمة الجنائية الدولية يوم 27 من يونيو/ حزيران بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية منذ بدء الثورة الليبية منتصف فبراير/ شباط 2011 وخصوصا في طرابلس وبنغازي ومصراتة. وقالت المحكمة الجنائية في مذكرة التوقيف إن هناك أسبابا منطقية للاعتقاد أنه منذ 15 فبراير/ شباط 2011 حتى العشرين من الشهر نفسه على الأقل، وخصوصا في بنغازي، تعرض السكان المدنيون لأعمال غير إنسانية ارتكبتها قوات الأمن بقيادة السنوسي. ويقول الليبيون إن السنوسى -وهو زوج أخت صفية الزوجة الثانية للقذافي وينحدر من قبيلة المقارحة- مسؤول عن مجزرة بسجن أبو سليم بطرابلس في يونيو/ حزيران 1996 التي قتل فيها قرابة 1200 معتقل معظمهم من الإسلاميين بالرصاص ردا على احتجاجهم على ظروفهم السيئة داخل السجن. وكانت مصادر أمنية نيجيرية ومالية أكدت في أكتوبر/ تشرين الأول 2011 أن السنوسي الذي توارى منذ سقوط طرابلس في أغسطس/ آب 2011 انتقل من النيجر إلى مالي مع بعض أتباعه. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، أعلن النظام الليبي الجديد اعتقاله في منطقة سبها بجنوب البلاد. ومنذ ذلك الحين لم تنشر أي صورة له. وظل السنوسي مواليا للقذافي حتى النهاية. يوم 21 من أغسطس/ آب 2011، أي بعد يوم من دخول الثوار العاصمة، تحدث إلى الصحفيين الأجانب في طرابلس متهما الاستخبارات الغربية وحلف شمال الأطلسي بالعمل جنبا إلى جنب مع القاعدة لتدمير ليبيا.