انعقد السمنار الاول للمشروع السوداني القطري في الفترة من 23- 25 مارس الجاري بفندق السلام روتانا وخاطب الجلسة الافتتاحية الاستاذ عبدالله النجار الرئيس التنفيذى للمشروع و قدمت عدد من الاوراق وكانت الورقة الأولي بعنوان(كيف نضمن مستقبلا امناً لماضينا والمفاهيم الاساسية في قضايا الاثار) قدمها البروفسير عكاشة الدالي والورقة الثانية تحت عنوان (نحو تطوير سياحة مستدامة في السودان) قدمها د. صلاح محمد ابراهيم والورقة الثالثة قدمها د.صلاح محمد احمد وهي تحتوي علي الخطوط العريضة للمشروع . خاطب الجلسة المدير العام للهيئة القومية للاثار والمتاحف د. عبدالرحمن علي مؤكداً ان المشروع القطري السوداني للاثار يشكل اكبر دعم يقدم لتأهيل الآثار السودانية منذ تاريخها باعتباره مشروعاً متكاملا يشتمل علي الترميم والصيانة والابحاث الاثرية وانشاء المتاحف. ويعتبر هذا المشروع استراتيجياً للاثار السودانية وله مردود سياسي وثقافي واجتماعي واقتصادي كبير وهو احدي اذرع الهيئة العامة للاثار والمتاحف في حماية الاثار السودانية خاصة الاثار التي تواجهها مهددات عدة تتمثل في (ضعف التامين والسرقات والتهريب عبر الحدود والتنقيب العشوائي) ويساعد المشروع فى خلق بنية تحتية للسياحة الثقافية وذلك بترميم وصيانة المواقع الاثرية مثل مشروع ترميم اهرامات السودان( للسودان اكثر من 300هرم شاخص) مع توفير خدمات ومعلومات يستفيد منها الزوار، وهذا يساهم بصورة فاعلة في تنشيط السياحة الداخلية والخارجية وبذلك يتحقق الهدف الاستراتيجي للدولة لجعل السياحة مورد اقتصادي مهم خاصة وان السودان يتميز ضمن عشرة دول في العالم بالجاذبية السياحية التي تحتاج الي تفعيل. كما يعمل المشروع فى مجال البحث والتنقيب والكشف عن الاثار السودانية من خلال دعم البعثات الاثرية الوطنية والعالمية واستنباط معلومات اثرية تساهم في كتابة تاريخ السودان القديم بصورة صحيحة بالاضافة الي تحريك البحث الوطني وتشغيل خريجي الاثار والطلاب والاسهام فى عرض وابراز التراث الوطني عبر المتاحف والمعارض بما يبرز الهوية السودانية بابعادها التاريخية المختلفة ، كما ستساهم المعارض العالمية في التعريف بالحضارات المختلفة للسودان والترويج لها وتساعد في استقطاب وتشجيع السياح لزيارة السودان مما يسهم في التنمية الاقتصادية للسودان والتي لها مردود في تقوية الدبلوماسية الشعبية بين السودان والشعوب الاخري . تاهيل متحف السودان القومي وفقا للمواصفات العالمية وانشاء متحف النقعة الذين يضمهما المشروع القطرى- السودانى للاثار يأتى في اطار المشروع الاستراتيجي للهيئة القومية للاثار المتمثل فى انشاء متحف بكل ولاية من ولايات السودان ، لما للمتاحف من ادوار ثقافية وتربوية وتعليمية تجعل المواطنين جزءاً من المكون الثقافي الوطني ، وتساعد في تقوية الوحدة الوطنية وبناء القدرات وذلك بالاستفادة من التقنيات الحديثة (الاستشعار عن بعد والاقمار الصناعية والتصوير ثلاثي الابعاد والجيودار) التي وفرها المشروع بالإضافة الى تاسيس وبناء فريق وطني قادر علي حماية الاثار والبحث والتنقيب بصورة فعالة. وكذلك للمشروع اسهامه فى تشغيل العمالة المحلية والمساهمة في التنمية المستدامة للسكان للاستفادة من تسويق مشغولاتهم ، واعداد ملفات جديدة للمواقع الاثرية لتسجيلها في السجل العالمي للتراث خاصة ان للسودان موقعين في السجل العالمي بكل من جبل البركل في عام 2003م وجزيرة مروي عام 2011م. وتضمن برنامج السمنار زيارة للوفد الاعلامي المشارك للمواقع الاثرية بالولاية والمتمثلة في مواقع الكرو وصنم ابودوم، واهرمات نورى ، جبل البركل، ومعسكر الاثاريين ، ورافق الوفد كل من د.صلاح محمد احمد المنسق العام للمشروع ود. عكاشة الدالي مدير المشروعات بالمشروع القطري السودانى للاثار ود.صلاح محمد ابراهيم مسئول التنشيط السياحي بالمشروع ، كما انضم بالمواقع كل من الدكتور مرتضي بشارة مدير الاثار بالولاية الشمالية والعامليين بالمواقع من الهيئة القومية للاثار والمتاحف الذين شاركوا في عمليات الشرح والتعريف بالمواقع المختلفة والتي شملت مواقع كشوفات جديدة قامت بها البعثات الاثرية العاملة بالمواقع . كما وقف الوفد علي سير العمل بمعسكر الاثاريين والذى يقع على بعد 24 كيلو عن جبل البركل على طريق كريمة دنقلا وهو مبنى صديق للبيئة حيث يتم اعادة تدوير المياه فيه ، و تنتهي اعمال التشييد فى يونيو القادم حيث يبدا المعسكر في الاستضافة في اكتوبر القادم مع بداية الموسم الاثارى الجديد بطاقة ايوائية تبلغ مائة فرد . يذكر ان المعسكر صمم بمواصفات فندقية وسيقدم المشروع هدية لحكومة السودان للاستفادة منه في نهاية اعمال المشروع والمقررلها خمسة اعوام.