30 -8 - 2017 م (ميدل ايست أونلاين) - وجد أخصائي نيجيري في علم الأعصاب حلا ممكنا لإشكالية كبيرة في العالم المعاصر من خلال جهاز يسمح بتجنيب المسافرين عناء الاصطفاف في طوابير للتفتيش الأمني فيما يعمل بشكل صامت على كشف المتفجرات بفضل شرائح الكترونية قادرة على شم المواد المتفجرة . وقدم العالم اوشيورينويا أغابي إبتكاره أخيرا في مؤتمر "تيد غلوبال 2017" (تكنولوجي، انترتاينمنت اند ديزاين) في مدينة أروشا التنزانية، وهو جهاز طورته شركته الناشئة قادر على كشف متفجرات من دون إزعاج المسافرين . هذا أحد الاستخدامات الممكنة لابتكار اغابي (38 عاما) وفريقه في شركة "كونيكو" في سيليكون فالي في كاليفورنيا. وفي ظل الجهود الكبيرة التي يبذلها الأخصائيون في مجال الذكاء الاصطناعي لتطوير آلات قادرة على تقليد وظائف دماغ الإنسان او ابتكار أجهزة حاسوبية تحل بالكامل محل الانسان على غرار ما يعمل عليه المستثمر والمخترع المتحدر من جنوب افريقيا ايلون ماسك، وجد اغابي طريقة لتشغيل وصلات عصبية منجزة في المختبر مع دوائر كهربائية في آن واحد. وتخلى عن مادة السيليكون المستخدمة في تصنيع معالجات المعلوماتية التقليدية مع محدوديتها ليصب اهتمامه مباشرة على الدماغ البشري "وهو أقوى معالج عرفه الكون". لكن "بدل استنساخ خلية عصبية، لم لا يتم أخذ الخلية الحيوية بذاتها واستخدامها كما هي؟ هذه فكرة ثورية تتخطى نتائجها التوقعات"، على ما يؤكد هذا العالم الحائز شهادة في الفيزياء النظرية وشهادة دكتوراه في لندن بعدما اهتم بالعلوم العصبية والهندسة الحيوية. وقد عمل العالم النيجيري مع فريقه من علماء الوراثة والفيزياء والهندسة الحيوية وعلم الاحياء المجهرية وغيرهم من العلماء على انجاز هذه المهمة أملا في حل مشكلات تراوح بين كشف منتجات كيميائية او متفجرات وتطوير علاجات لأمراض بينها السرطان. وبحسب اغابي، هذا الابتكار وهو "سابقة عالمية" وسُمّي "كونيكو كوري"، قادر على الشم وتحديد مكونات الهواء في المكان. ويقول اغابي إن ماركات كبرى بينها ممثلون عن قطاع السفر منحته ثقتها ومن المتوقع أن تسجل ايرادات شركته الناشئة ارتفاعا كبيرا من ثمانية ملايين دولار حاليا إلى 30 مليونا العام المقبل. ومن أكبر التحديات التي واجهتها الشركة كانت ايجاد وسيلة لحفظ الخلايا العصبية الحية، وهو سر يحرص اغابي على عدم إفشائه مكتفيا بالقول إنه في الإمكان حفظها حية لسنتين في إطار بيئة محددة ولشهرين في الجهاز الكاشف. ويثير التقدم المحقق على صعيد الذكاء الاصطناعي والبحوث لتطوير آلات تلامس قدرات دماغ الانسان وفي امكانها التعرف على خصائص البيئة المحيطة وفهمها، مخاوف لدى البعض. وقد حذر إيلون ماسك على سبيل المثال من خطر رؤية الآلة تحل يوما محل الإنسان. غير أن اغابي الذي شب في لاغوس حيث كان يساعد والدته على بيع الطعام في الشوارع، يعتقد أن المستقبل هو لفكرة إعطاء حياة للآلات. ويشير إلى أن شركته ستكون قادرة على تطوير نظام ادراكي يحاكي الذكاء الانساني على أساس خلايا عصبية اصطناعية حية في السنوات الخمس إلى السبع المقبلة. ويقول "هذا ليس خيالا علميا. نريد تطوير دماغ من الخلايا العصبية الحيوية، نظام مستقل يملك الذكاء. لا نريد صنع دماغ بشري". وكان اغابي يتحدث في افتتاح مؤتمر "تيد غلوبال" في اروشا الذي يستمر حتى 30 اغسطس/آب وسيقدم أفكارا وابتكارات تسلط الضوء على الإبداع في افريقيا. ولكل من المشاركين الكثر في المؤتمر 18 دقيقة لعرض مشاريعهم. وهذه المرة الأولى في عشر سنوات التي تقام فيها النسخة الدولية السنوية في القارة السمراء. ويقول ايميكا اوكافافور وهو أحد مبرمجي المؤتمر "كان الوقت قد حان لتنظيم هذا التجمع". ويؤكد أن "افريقيا تشهد نموا مذهلا على المستويات الاقتصادية والسكانية والابداعية. غير أن المخاطر تزيد بالسرعة عينها ".