رصد ومتابعة - سعيد الطيب درجت شعوب العالم كلها من شرقها وغربها والى جنوبها وشمالها , الفقراء منهم قبل الاغنياء , دول العالم الثالث والاول درجوا كل اربع اعوام الجلوس متفقين لمشاهدة ومتابعة بطولة كأس العالم لكرة القدم هذه المعشوقة من كل الناس فى العالم , كما درجوا بنسبة اقل متفقين يتابعون الدورات الاولمبيات ..وحينما يتابعون كرة القدم تجرى من قدم الى اخر ينسون هويتهم الوطنية وتذوب مشاكلهم وصراعاتهم وخلافاتهم , ويتحدون فى حب المستديرة ,ضاربين السياسة عرض الحائط . ودرجت اروقة الاممالمتحدة سنويا وفة سبتمبر تحديدا على عقد قمة قادة دول العالم لمناقشة القضايا الدولية واحدة تلو الاخرى خاصة التى تشكل تهديدا للمصالح الدولية , والتى تعكر صفو انسياب التجارة ,وازالة الحواجز عنها , والضغط على بعض الدول لتمرير اجندة معينة تدخل فى مسار المصالح . اذن ستنطلق في مدينة نيويوركالأمريكية، أعمال الدورة ال 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشاركة أكثر من 120 رئيس دولة وحكومة، وتشكل القمة فرصة لمناقشة القضايا الدولية، من خلال جمع قادة العالم سنويًا في سبتمبر ، وتختتم في 25 سبتمبر الجارى . من المعطيات والمؤشرات ستركز القمة على الإنسان والنضال من أجل السلام والحياة وفق المعايير الإنسانية للجميع في عالم مستدام عنوان الموضوع الرئيسي للقمة, وستشهد الدورة الحالية لأول مرة إلقاء كلمات من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والفرنسي إيمانويل ماكرون بصفتهم رؤساء بلدانهم,وكما السنوات الماضية، سيلقي ممثل البرازيل الكلمة الأولى، على أن يلقي رئيس الولاياتالمتحدة المستضيفة للقمة الكلمة الثانية، ولن يشارك كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الصيني شي جين بينغ في القمة، حيث تكتفي روسيا والصين بمستوى الوزراء فيما ألمانيا بمستوى نائب المستشارة,وتحظى الدورة الحالية باهتمام إعلامي كبير، حيث أعلنت الأممالمتحدة في بيان لها عن منحها تصاريح لقرابة 3 آلاف إعلامي من أجل تغطية مجريات الاجتماعات. من ابرز القضايا التى من المنتظر ان تتناولها القمة قضيتان هامتان وهما مواصلة كوريا الشمالية لتجاربها النووية والصاروخية رغم التنديدات الدولية، إضافة إلى المأساة الإنسانية في إقليم أراكان بميانمار. ويتوقع أن تكون كوريا الشمالية على أولوية جدول أعمال قادة الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي خصوصًا بعد إطلاقها صاروخًا باليستيًا رغم مصادقة مجلس الامن مطلع الأسبوع الحالي على عقوبات اقتصادية جديدة ضدها. ولكن فيما يتعلق بالقضية الثانية (الاقلية المسلمة ) فى دولة ميانمار واعلان (رئيسة حكومتها أونغ سان سوتشي، عدم مشاركتها في القمة، احدثت ردود أفعال دولية منددة بما يحدث في بلدها, خاصة من مجموعة الدول العربية والمسلمة , مما سيضعف اتخاذ اى اجراء حاسم ضد التعدى الاانسانى الذى يعانى منه مسلمى الوهينجيا . القضية الموضوع الثالث ضمن اجندة قمة العالم بعنوان مساعي ترامب لإصلاح الأممالمتحدة، حيث كان ترامب قد انتقد مجلس الأمن قبل انتخابه للرئاسة ووصفه بأنه "ناد يقضي فيه الدبلوماسيون وقتا طيبا". ويقول ترامب إن الولاياتالمتحدة مقارنة بباقي الدول " تقدم مساهمات مالية أكثر بصورة غير منصفة"، ويسعى لتقليص ذلك، ويدعو لاستخدام موازنة الأممالمتحدة بشكل فعّال أكثر, كما تؤمّن الولاياتالمتحدة 22% من الموازنة الرئيسية للأمم المتحدة، فضلا عن تكفلها بنسبة 27% من موازنة عمليات قوة السلام التابعة للأمم المتحدة، ولذلك قرر ترامب بعد توليه ادارة امريكا تخفيض تلك النسبة. وقد شارك وزير الخارجية البروفيسور ابراهيم غندور في الجلسة الخاصة بالتوقيع علي الإعلان السياسي لإصلاح الأممالمتحدة الذي دعت اليه ورعته الولاياتالمتحدةالأمريكية امس الاثنين الثامن عشر من سبتمبر الجارى وذلك في اطار مشاركته في اعمال الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة زجاء التوقيع على الإعلان السياسي لإصلاح الأممالمتحدة تمشياً مع قناعات السودان بأهمية إحداث إصلاح جذري في المنظمة الدولية بمختلف أجهزتها ووكالاتها. القضية الرابعة حظر الاسلحة النووية حيث تشكل اتفاقية حظر الأسلحة النووية المصادق عليها بدعم من 122 بلدًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوليو الماضي، موضوعًا هامًا على هامش أعمال القمة، ورغم أن الاتفاقية تستهدف إزالة الأسلحة النووية من العالم بأسره، إلا أنها لا تقترح تطبيق أي عقوبات على الأطراف,كما تعتبر الدول والمنظمات المدنية المناهضة للأسلحة النووية تلك الاتفاقية خطوة في طريق القضاء بشكل كامل على تلك الأسلحة, فيما رفضت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي المعارضة للاتفاقية، والولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسياوفرنسا والصين الممتلكة لتلك الأسلحة، المشاركة في المباحثات والتصويت على الاتفاقية. ولاقى تطبيق تلك الدول عقوبات على كوريا الشمالية بسبب أنشطتها النووية، وبنفس الوقت معارضتها للاتفاقية المطالبة بإزالة الأسلحة النووية بالكامل، انتقادات شديدة من المنظمات المدنية. القضية الخامسة (اتفاق باريس للمناخ ) قضية أخرى سيناقشها قادة العالم خاصة بعض قرار الإدارة الأمريكية الانسحاب من الاتفاقية الموقعة العام الماضى ,ومن المنتظر أن تبذل عدد من الدول على رأسها فرنسا والأمانة العامة للأمم المتحدة جهودًا حثيثة من أجل إقناع ترامب بالتراجع عن قرار الانسحاب.