- استطلاع عباس العشاري- وجد قانون تنظيمات المنتجين الذي صدر مؤخرا للمساهمة في بناء قطاع زراعي فاعل ومستدام بتشجيع ودعم جمعيات المنتجين حتى يصبح المنتجون قادرين على تطوير إنتاجهم إقبالا كبيرا من قبل المزارعين. وكالة السودان للأنباء استطلعت عددا من المختصين والمزارعين حول مدى نجاح هذا القانون وهل وسيقود العمل الجماعي في القطاع. قال عمر طه البشير تاج الدين المنسق القومي لتنظيمات المنتجين وزارة الزراعة والغابات إن القانون تم إنشاؤه في 2014 بهدف العمل على تنسيق الجهود بين الجهات المختلفة لتزويد جمعيات المنتجين بالمعارف والمهارات والخدمات لتعزيز قدراتهم الإنتاجية من أجل زيادة دخلهم. ومن مهام المنسقية التنسيق مع آلية تنفيذ قانون أصحاب مهن الإنتاج الزراعي والحيواني لسنة 2011 القانون البديل لقانون اتحادات الزراع والرعاة. التنسيق مع جميع الجهات ذات الصلة التي تستطيع المساعدة في توفير التمويل والتقانات والمعارف والمهارات لتكوين نماذج ناجحة للتنظيمات، وغيرها من المهام. وأضاف: "نحن نأمل أن تصبح التنظيمات مؤسسات أعمال تعتمد على نفسها في إدارة كل عملياتها الإنتاجية ولن يتم ذلك إلا بتعاون الجميع لتحقيق هذا الهدف ولو تحقق سوف تكون هذه الجمعيات هي قاطرة التنمية الاقتصادية في البلاد". وأشار إلى أن القانون يعمل على بناء قدرات المنتجين حتى يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم بإقامة الدورات التدريبية القومية والولائية "ونفذنا العديد منها بدعم كامل من الوزارة وأيضا هنالك تعاون مع منظمات وجهات خارجية مثل منظمة الفاو التي أقمنا معها ورشة تدريبية ضمت قادة جمعيات من كل الولايات". وأضاف أنه خرج برؤية موحدة لكيفية بناء جمعيات فاعلة بالتنسبق مع مؤسسات تمويلية وشركات قطاع خاص مثل شركة دال حيث تم ربط عدد مقدر من هذه الجمعيات بتلك الجهات. وأكد أنه تم خلال هذا الموسم تسليم جمعيات المنتجين 90 تراكتور باختيار خمس جمعيات من كل ولاية بالتنسيق مع البنك الزراعي وقدمت وزارة الزراعة دعما بقيمة 19مليون جنيه كمقدم حوالي 30% من قيمة التراكتورات من الزراعة. وأبان أنه تم ايجاد فرص تدريب خارجية للجمعيات في تركيا ولبنان ومصر حتى يقف المنتجين على التجارب الناجحة في هذه الدول وويعمل كثيرا على هذه الجمعيات المختارة آلتي يمكن أن تصبح جمعيات نموذجية. وأضاف: "بمزيد من التجويد نأمل أن تسهم هذه الجمعيات في تطوير العملية الإنتاجية وأن تساهم في تنفيذ البرنامج الخماسي للدولة خاصة وأن كثيرا من الدول المتطورة اقتصاديا تتمتع بجمعيات زراعية قوية". مشيرا لأن هنالك جمعيات حققت نجاحات كبيرة منها تنظيم هيئة السوكي وتنظيم مشروع سكر الجنيد وجمعية الطائف بمشروع الرهد. أما في القطاع المطري فحققت الجمعيات إنتاجا في محصول زهرة الشمس بولاية النيل الأزرق وجمعية موسية في جنوب دارفور وجمعية الصلات الطيبة بولاية القضارف وغيرها من الجمعيات الناجحة في مختلف الولايات. وقال هارون عبد الرحمن عامر- مهندس زراعي بمنطقة هبيلا بولاية جنوب كردفان- إن المزارعين جاهزون بعد أن تم تجمع المنتجين، مستبشرا بنجاح الموسم الزراعي بفضل هطول الأمطار ومطالبا بتوفير الوقود. وأوضحت السيدة عائشة هارون رئيسة جمعية بغرب كردفان، أن قانون الجمعيات أتاح لهم العمل الجماعي، مشيدة بما قدمه القانون وقالت: "أصبح العمل تضامنيا". مؤكدة نجاح هذه التنظيمات بما قامت به من تحفيز للمزارعين وقالت: "الآن بدأت الزراعة خاصة وأن الموسم الزراعي يشهد هطول أمطار غزيرة". وقال المهندس أبو عبيدة أحمد محمد عبد القادر بمنطقة تندلتي بولاية النيل الأبيض إن قانون التنظيمات بالمنطقة ربما يكون نجح وإذا وجد الاهتمام يمكن أن يساعد كثيرا. وأضاف أن الموقف الزراعي مطمئن جدا وأفضل من العام الماضي بفضل الري والأمطار الغزيرة، وقال إن مشكلة الوقود لم يتأثر بها المزارعون الكبار حيث أنه تجهيز تصديقاته مبكرا ووزارة الزراعة سلمت أصحاب المشاريع الكبيرة والآن تم استلام كل ما تحتاجه زراعته. داعيا وزارة الزراعة لتوفير كل الآليات والمعدات لمقابلة الموسم بجانب توفير التقانات. وأوضح المزارع علي الشريف هلال رئيس جمعية النهضة العباسية تقلي جنوب كردفان أن قانون جمعيات المنتجين ساعدهم في تقليل تكلفة المدخلات بالشراء الجماعي وأيضا في زيادة أسعار التسويق ومحاربة الوسطاء "حيث زادت أرباحنا وأيضا تطبيق التقانة أصبح متاحا وأكثر سهولة وتم تدريبنا على إدارة الجمعيات وإدارة المزرعة وكيفية التنسيق مع مؤسسات التمويل بواسطة وزارة الزراعة الاتحادية. المزارع الأمين العبادي بجمعية الميمنة بمشروع الرهد الزراعي أوضح أن الموسم يسير بصورة جيدة رغم التعثرات في البدايات والآن الجمعية استلمت كل الوقود المخصص لها وتعاقدت مع إحدى الشركات لزراعة محصول القطن "ونحمد الله أن وهب لنا قانون الجمعيات الذي انتقلنا به من الزراعة بالوصاية إلى الزراعة بالتقانة". وقال: "استفدنا فائدة كبيرة من الدورات التدريبية الداخلية والخارجية التي نظمتها وزارة الزراعة الاتحادية عبر منسقية تنظيمات المنتجين".