- قال العاهل المغربي محمد السادس الجمعة أن أمام الدول الأعضاء في «البنك الاسلامي للتنمية» قطع أشواط هامة وعمل الكثير لتأهيل اقتصاداتها. جاء ذلك خلال رسالة وجهها العاهل المغربي للمشاركين في الدورة ال 44 للاجتماعات السنوية للبنك، التي انطلقت الجمعة في مراكش. وقد تلاها نيابة عنه مستشاره عمر قباج. وأضاف «على الرغم مما تم تحقيقه من نتائج إيجابية من طرف بلداننا، على مستوى الإصلاحات الهيكلية في المجالين المالي والاقتصادي، فإنه لا يزال أمام هذه الدول أشواط هامة على درب تأهيل اقتصاداتها، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والعدالة الاجتماعية». وأشار العاهل المغربي إلى أن «معظم الدول الأعضاء في مجموعة البنك، تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية حقيقية، مرتبطة بضرورة رفع وتيرة النمو الشامل والمستدام، ولاسيما تأهيل قدرات الشباب، وخلق فرص الشغل». محمد السادس: على الدول الأعضاء عمل الكثير لتأهيل اقتصاداتهم ودعا إلى إعطاء عناية خاصة لتمويل مشاريع تأهيل البُنية التحتية، وتشجيع إقامة المشاريع الإنمائية التي تدعم التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية، وخاصة في إفريقيا، في مختلف المجالات. وتابع قائلا «جسامة التحديات تلزمنا اليوم، بتحرك جماعي، من أجل تعزيز أسس التضامن بين الدول الإسلامية، وتفعيل الانتقال إلى نموذج اقتصادي كفيل بتحقيق التنمية على جميع المستويات». واعتبر أن «مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب نموذج لمشاريع تعاون جنوب – جنوب، التي يمكن أن تحظى بدعم مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، خاصة وأن أغلب الدول الإفريقية التي يهمها هذا المشروع هي دول أعضاء في مجموعة البنك». وترأس العاهل المغربي محمد السادس، والرئيس النيجيري محمد بخاري، في منتصف يوليو/تموز 2018 في القصر الملكي في الرباط، مراسم التوقيع على اتفاقية مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب. وسيمتد أنبوب الغاز على طول يناهز 5660 كلم ليصل إلى أكثر من دولة أوروبية، ومن المنتظر أن يتم تشييده على عدة مراحل ليستجيب للحاجة المتزايدة للبلدان التي سيعبر منها وأوروبا، خلال ال25 سنة المقبلة. وسيمر الأنبوب بكل من بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا، قبل أن يعبر البحر إلى اسبانيا والبرتغال. ويناقش المشاركون في الدورة ال 44 للاجتماعات السنوية ل»البنك الإسلامي للتنمية» موضوع «التحول في عالم سريع التغيير: الطريق لأهداف التنمية المستدامة». ويتضمن ذلك مناقشة أربعة محاور أساسية للمخطط الخماسي للبنك، والتي تتعلق بالشراكات بين القطاعين العام والخاص، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وسلسلة القيم العالمية، والتمويل الإسلامي. و»البنك الإسلامي للتنمية» بنك تنموي متعدد الأطراف، يعمل على تحسين الحياة خلال تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلدان والمجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، وإحداث التأثير على نطاق واسع. ويضم البنك في عضويته 57 بلدا عضوا في أربع قارات، ومقره جدة ، بالسعودية، وله مراكز رئيسية في المغرب وماليزيا وكازاخستان والسنغال، ومكاتب وسيطة في مصر وتركيا وإندونيسيا وبنغلادش ونيجيريا.