الخرطوم 22-9-2019م(سونا) تقرير: نفيسة علي- تمثل الغابات أحد أهم المصادر الطبيعية المتجددة، فهي تلعب دوراً مهماً في رفع مستوى التنوع الحيوي، وتحتوي على معظم الأصول الوراثية للنباتات، وتعتبر المصدر الرئيسي للأخشاب والعديد من المواد الأخرى، وهي تمثل ما يُعرف برئة الأرض، حيث تقوم بدورها الحيوي المتمثل بامتصاص ثاني أكسيد الكربون والغازات الضارة الأخرى من الجو وإطلاق الأكسجين النقي، ،وتمنع الغابات تدهور التربة وتآكلها، وتعمل كمصدات طبيعية للسيول والفيضانات، فهي تعتبر نظاماً بيئياً متكاملاً مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بحياة الإنسان، وأي خلل في هذا النظام سيؤثر سلباً على حياته واستقراره.
وأكد دكتور محمد علي الهادي المدير العام للهيئة القومية للغابات علي القيمة الاقتصادية لللغابات إذْ تسهم ب 15% من الناتج القومي الإجمالي و12% من العملة الصعبة لحزينة البلاد إضافة إلى توفيرها للمراعي الطبيعية للقطيع القومي الذي يبلغ حوالي 104 ملايين رأس. وقال في تصريح لسونا إن الهئية في برامجها المتهددة تعمل على مكافحة التصحر بالتشجير وتشجيع البحوث والدراسات والاستثمار إضافة لتجميع البذور وإنتاج الشتول وتطوير وتنمية قطاع الأصماغ، وتشجيع المشاركة الشعبية للمجتمعات المحلية والإرشاد والوعي في ادارة الغابات. ودعا دكتور الهادي الي مراجعة القوانين والسياسات في ظل هذا الوضع الجديد وان تكون الهيئة اتحادية قومية لتحافظ علي هذا المرفق الحيوي والهام ،مطالبا بزيادة الكوادر العاملة في الهيئة لنقص العمالة إضافة الي مراجعة الهيكل وشروط خدمة العاملين. من جانبه أوضح الاستاذ عبد الحي محمد شريف مدير الإدارة العامة للتخطيط والاستراتيجيات بالهيئة لسونا أن الهيئة تعمل علي ثلاث برامج ومشاريع أساسية الاول، يتمثل في الاستزراع وإعادة الاستزراع والذي يتضمن زراعة الغابات المحجوزرة وحماية مساقط المياه وتدار حسب خطط عشرية، إضافة إلى الأحزمة الشجرية وتأهيل حزام الصمغ العربي ومكافحة الزحف الصحراوي والتشجير الشعبي والتوعية والإرشاد. واشار الي أن الي أن الهيئة وفرت 500 طن من البذور و12 ألف من الشتول كمدخلات ومعينات لهذا البرنامج. وقال إن البرنامج الكلي للغابات في التشجير ارتفع هذا العام إلى مليون و300 ألف فدان بدلا عن مليون و200 فدان العام الماضي، وتوقع أن يبلغ مليون و 500 الف فدان العام المقبل2020م . وقال عبد الحي أن البرنامج الثاني يشمل الإنتاج وترقية الصادرات معلناً عن إنتاج 500 ألف طن من الصمغ العربي ، 200 ألف طن منه للصادر و150 الف طن للاستهلاك المحلى و150 ألف طن كمخزون استراتيجي خلال هذا العام.واضاف الي ان البرنامج الثالث يتضمن تحسين واستدامة موارد الغابات وقال إن من مكوناته حجز وتنظيم الغابات وعمل خطط فنية لإدارة الغابات، مشيراً الي أنه تم حجز 7ملايين فدان من الغابات، وقال إن الغطاء النباتي يمثل20٪ من مساحة الأراضي بالبلاد، وان الغابات لديها 10.3٪ بما يساوي 30 مليون فدان كمحجوز ومنظم من الغطاء النباتي .و وقال إنه في الخطة المستقبلية يمكن الوصول الي ال20٪والتي تساوي 60 مليون فدان. ودعا عبد الحي الوزير المختص الي الإسراع في اجازة قانون الغابات وسياساته الجديدة، ودعم الغابات لتجاوز التحديات في استخدامات الأراضي وحل مشاكل النزاعات التي تعيق التنمية،وتبني خطط للاستخدام الامثل للأراضي والموارد الطبيعية والزراعية علي المستوي القومي لتنمية وتطوير البلاد . من جهته أوضح عصمت حسن عبد الله مدير تنمية الموارد والاستثمار بالهيئة لسونا أن الهيئة تبنت مشروع لتصنيع الأخشاب محلياً بالتعاون مع شركة جياد لتوفير احتياجات إجلاس طلاب المدارس علي المستوي القومي . وقال إن الهيئة تساهم بالمنتجات الغابية والخشبية في تصنيع مراقد الفلنكات لخطوط السكك الحديدية ، اضافة الي مساهمتها ب71% من مصدر الطاقة بتوفيرها احتياجات المواطنين للفحم والمباني في القري والارياف وذلك وفقا لقانون الغابات. وحول مايشاع في بعض المواقع الاعلامية حاليا عن تصدير فحم الطلح قال الأستاذ عصمت أن الهيئة ليس لها علاقة بصادر الفحم وان ليس هناك صادر لفحم الطلح منذ إصدار القرار الرئاسي بإيقاف صادرٍ الفحم في شهر مارس للعام 2013م. واوضح أن حركة الفحم هي داخل البلاد بحيث ينتج ويرحل للأسواق الرئيسية والمدن الكبيرة للأستهلاك المحلي فقط . وقال إن وزير الزراعة الاتحادي في العام 2000 ابان زيارته لولاية اعالي النيل آنذاك وجد ان المزارعين لا يستفيدون من الطلح فيتم احراقة ، ولذلك أمر بتصدير10 الف طن سنويا من فحم الطلح للاستفادة منه ، مشيراً الي أن الهيئة لم تنشط في التصدير الا في العام 2009 و2012 م الي ان تم اصدار القرار بالمنع. وقال أن هناك استثناء بتصدير الفحم المنتج من شجرة المسكيت بدلتا طوكر بالبحر الاحمر وذلك بضوابط وتحت اشراف لجنة من الميناء والجمارك ومكتب الهيئة بالولاية. من جانبه قال الاستاذ عثمان عمر عبدالله مدير الادارة المستدامة بالهيئة لسونا أن الهئية ستتبني إعادة تنمية وتأهيل جبل مرة في العام 2020 الذي تعتبر غاباته مصدر اساسي لانتاج الخشب الرخو مثل الموسك للتقليل من استيراد الاثاثات الخشبية من الخارج . واشار ع الي ان خطة تنمية جبل مرة بعد ان تم تحقيق السلام يصاحبها التنمية في البستنه بزراعة البرتقال والتفاح وزراعة القمح والبن، بجانب بعض الخضروات والفاكهة، مؤكدا أن خطة تنمية جبل مرة وضعت في ميزانية 2020م. واكد عثمان علي دور الغابات الايجابي في الحماية من الفيضانات والسيول في فصل الخريف ، وقال إن غابة السنط انقذت الخرطوم من الغرق، اضافة الي انها تحافظ علي مجري النهر . وقال "إن الغابات تعتبر المأوي للتنوع الحيوي ومكافحة التصحر ولذلك يجب علينا المحافظة عليها وحمايتها "، وقال ان الغابات توفر العمالة للسكان في القري والريف في مناطق حزام الصمغ العربي. وأكد علي قيمة الغابات الغذائية في الزراعة التقليدية وخلوها من الأسمدة الكيمائية ، اضافة الي انها مأوي لمسار القطيع القومي اذ تعتبر علف الى 70% في فصل الصيف، و30% في فصل الخريف. واشارت عدد من الدراسات وفقاً لمنظمة الزراعة والاغذية العالمية (فاو) الي أن الغابات والاشجار توفر 20% من دخل الاسر الريفية في البلدان النامية من خلال الدخل النقدي أو من خلال تلبية احتياجاتها المعيشية اضافة الي توفيرها الي40% في المائة من الطاقة المتجددة عالمياًعلى شكل حطب، بقدر ما توفره الطاقة الشمسية والكهرومائية وطاقة الرياح مجتمعة.