فيينا 29-9-2019م (وكالات) - هيمنت أجواء استعادة التوازن والاستقرار في السوق النفطية خلال الأسبوع الماضي، مع رصد السوق تعافيا للإنتاج السعودي بوتيرة سريعة تفوق جميع التقديرات السابقة، ما أدى إلى إغلاق تعاملات الأسبوع على تراجع، حيث خسر مزيج خام برنت 3.7 في المائة على مدار الأسبوع، في أكبر خسارة أسبوعية له منذ أوائل آب (أغسطس)، كما هبط خام غرب تكساس 3.6 في المائة، في أشد خسارة له منذ منتصف تموز (يوليو) الماضي. وعزز اتجاه الأسعار للانخفاض الشكوك المحيطة بنمو الاقتصاد العالمي واتساع المخاوف من الركود والتباطؤ الاقتصادي جراء تعقد المشهد، فيما يتعلق بآفاق مفاوضات التجارة بين الولاياتالمتحدة والصين، ما يرجح معه استمرار وتيرة النزاعات وفرض التعريفات المتبادلة بين البلدين. في هذا الإطار، أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن حالة عدم اليقين في أسواق النفط العالمية تفاقمت خلال الأشهر القليلة الماضية، ويرجع ذلك أساسا إلى النزاعات التجارية المستمرة وتراجع الطلب والمخاطر الجيوسياسية. وقال تقرير حديث للمنظمة الدولية - عن مشاركة الأمين العام محمد باركيندو في منتدى كازينرجي الأوراسي ال12 في إطار أسبوع الطاقة في كازاخستان- إن حالة الغموض السائدة اتسعت مع الهجمات الإرهابية الأخيرة على منشأة بقيق وحقل خريص النفطي في السعودية، لافتا إلى أنه في غضون دقائق تم إخراج 5.7 مليون برميل يوميا من إنتاج النفط من السوق، وفي الحال قفز سعر برنت بأكثر من 18 في المائة وهو أعلى معدل تقلب في 30 عاما. وأشاد باركيندو بالاستجابة السريعة من قبل السعودية وشركة "أرامكو" لاستعادة الإنتاج في أسرع وقت ممكن، وهو الأمر الفعال للغاية في تهدئة مخاوف السوق من تقلبات طويلة. وأثنى باركيندو – في التقرير– على الإجراءات السريعة لوزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان في الرد على هذا الهجوم غير المسبوق، حيث تعهد بالمحافظة على مستويات الإنتاج، كما هو متفق عليه في اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في 12 أيلول (سبتمبر) الجاري في أبوظبي.
ويرى التقرير أن أي تعطيل للإمدادات الثابتة والآمنة لمنتجات النفط والغاز في أي مكان في العالم سيؤدي إلى نتائج عكسية ويضر بالصناعة والاقتصاد العالمي بشكل واسع، لافتا إلى التزام "أوبك" الثابت باستقرار السوق، حيث تبقى مصدرا موثوقا وفعالا في تزويد عملائها باحتياجات النفط في جميع أنحاء العالم. وأضاف أن "أوبك" تتطلع إلى مساهمة قوية ومستمرة من الدول الأعضاء في المنظمة والشركاء المستقلين، حيث يسعى تحالف المنتجين معا إلى تحقيق استقرار دائم في أسواق النفط العالمية. وأشار التقرير إلى أن كازاخستان – كأحد أبرز الشركاء من غير أعضاء "أوبك" - تشهد طفرة في الاستثمارات الضخمة في قطاع الطاقة، حيث تساعد المشروعات الكبرى مثل حقل كاشاجان العملاق ومشروع تنجيزفويل على حد سواء في توفير تعزيزات كبيرة لقدرة إنتاج السوائل، وبالتالي ضمان أمن الإمدادات إلى السوق. ونوه التقرير إلى القضية الملحة الأخرى في الصناعة النفطية حاليا، وهي تغير المناخ، حيث اجتمعت الدورة ال74 للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي في مدينة نيويورك، وتصدرت قضية البيئة وحماية المناخ جدول الأعمال.