تقرير- سعيد الطيب الخرطوم 1-10-2019م (سونا)- قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء بقصر الأليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس وفي المؤتمر الصحفي المشترك (إن مهمتك كبيرة، وأساسية لمستقبل السودان والقارة الإفريقية).وإن فرنسا تدعم السودان لتحقيق السلام وتصحيح الأوضاع الاقتصادية. استهلالية لمرحلة جديدة من العلاقات السودانية الفرنسية في ظل التغيير النفسي والسياسي الذي يمر به البلاد عشية انتصار الإرادة السودانية في ثورتها 11 أبريل الماضى وبدء مرحلة انتقالية تنفذ محتوى الإعلان الدستوري المبرم بين المجلس العسكري الانتقالي السابق وقوى الحرية والتغيير ومن ضمنه رسم وتحسين علاقات خارجية متبادلة تحقق مصلحة البلاد. زيارة حمدوك لفرنسا بوابة الاتحاد الأوربي الذي انبهر بالثورة الأبريلية الشبابية كان من المفترض أن تكون المحطة الثانية بعد زيارته مصر منتصف سبتمبر الماضي إلا أن السفارة الفرنسية بالخرطوم اعتذرت وطلبت تأجيلها وقالت إنها أسباب قاهرة تتعلق بجدول رئيس جمهوريتها ومن ثم غادر حمدوك العاصمة المصرية القاهرة وتوجه إلى نيويورك وشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال(74) وبعيد انتهاء الدورة توجه حمدوك إلى باريس. وجاءت الزيارة بعد زيارة جان إيفان وزير الخارجية الفرنسي للخرطوم تدشينا لمرحلة جديدة في تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، وكان إيفان وجه الدّعوة لحمدوك ليلتقي بالرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بباريس بعد الدّعوة التي وجّهها له وزير خارجيّتها وشئون أوروبا “جان إيفان” الذي زار الخرطوم مطلع الأسبوع الجاري. زيارة فرنسا تعتبر فرصة طيبة لعرض الواقع والراهن المحلي مباشرة للاتحاد الأوربي الذي يتابع باهتمام التطورات السياسية والتغييرية بالبلاد وفرصة أخرى لكسب فرنسا خاصة في تسريع رفع اسم السودان من القائمة الأحادية الأمريكية الدول الراعية للإرهاب.. وبالتالي تعتبر مدخلاً إلى أوربا. لقد انفعل كثيرا الرئيس الفرنسي ماكرون وهو يتحدث عن السودان ونجاح ثورته وبسالة شبابه مخاطبا حمدوك بأنه معقود عليه الأمل في تحقيق الانتقال والطفرة معا ووعد بدعم السودان لتحقيق السلام وتصحيح الأوضاع الاقتصادية من خلال حكومة مدنية، كما أنها ستحتضن مؤتمرا دوليا لدعم السودان اقتصاديا. وقال حمدوك إن السودان يقدر الدعم الفرنسي و(نحن حريصون على العمل مع باريس للعبور ببلادنا إلى بر الأمان) وإن الثورة كانت الخطوة الأولى لعودة بلادنا إلى محيط المجتمع الدولي، ونشدد على ضرورة تحقيق السلام في أسرع وقت. أخيرا سيضع الدعم الفرنسي المعنوي والسياسي والمالي (60 مليون يورو) اللبنات الأولى لتحقيق السلام والاستقرار بشكل فوري، والشعب السوداني الصابر القوي لم يكن يوما من الأيام راعيا للإرهاب وبالتالي لابد لفرنسا بوابة الاتحاد الأوربي أن تسعى جاهدة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب فتلك هي الخطوة الأولى لحل مشكلاتنا.