الخرطوم8-12-2019م(سونا) تقرير - محمد المهدى محمد نور-- شهدت العلاقات بين السودان وكوريا الجنوبية نموا ملحوظا في الاقتصاد والسياحة والثقافة منذ أن اتفقت الدولتان على إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1977، وبدأ استثمار الشركات الكورية في السودان عقب اتفاقية التعاون الموقعة بين البلدين في التجارة والاقتصاد والثقافة والتقنية وعلى رأسها مجموعة شركات دايوو التي قامت بالاستثمار في مختلف المجالات في السودان في منتصف السبعينيات من القرن الماضي. يشار إلى أن البلدين عززا علاقاتهما الاقتصادية خاصة بعد اكتشاف البترول في السودان، حيث أصبحت كوريا إحدى الدول المستوردة للبترول السوداني والمحاصيل الزراعية بينما جاءت المنتجات الكورية منها السيارات والأجهزة الالكترونية والآلات والأدوية في صدارة قائمة الصادرات إلى السودان . ويحث السودان الجانب الكوري الجنوبي على زيادة التبادل بالإشارة إلى الظروف السياسية الملائمة للاستثمار في السودان وميزات السودان التي يتمتع بها من النواحي الجغرافية والاقتصادية بكونه موقعا مناسبا ليكون محورا تجاريا لكوريا الجنوبية في قارة أفريقيا لتعزيز نشاطها.وان ما تقدمة كوريا الجنوبية للسودان يجد تقديروخاصة للدعم المقدم من الحكومة الكورية الجنوبية عبر نشاط الوكالة الكورية للتعاون الدولي في مختلف البرامج مثل تشغيل مركز التدريب المهني وحملة مكافحة الأمراض المتوطنة ودعم الدارسين السودانيين في كوريا ، بالإضافة إلى الدعم المقدم من وزارة الخارجية في سيئول. تطور العلاقات الثنائية في (42) عاما القادم. هذا وقال رئيس الجالية السودانية في كوريا أنور محمد نور في تصريح سابق إن تعداد الجالية السودانية في كوريا الجنوبية يتعدى المئة أشخاص قليلا وهم مقيمون في مدن كوريا المختلفة في العاصمة سيئول ومدينة انتشون وتتكون الجالية من فئة الموظفين في الشركات والمؤسسات الكورية والسفارات العربية وأسرهم ويبلغ تعدادهم حوالي 30-40% من عدد الجالية، وأصحاب الشركات ورجال الأعمال المقيمون وهؤلاء ثلث الجالية، ثم الطلاب وبعض العمال وهؤلاء يكونون الثلث الباقي.فالتجربة الكورية تمثل مصدر الهام لنا وقصة نجاح نستلهم منها العبر والدروس حيث نجد الكثير من أوجه الشبه مع بلدنا السودان وإمكانية نقل التجربة الكورية في النهضة الاقتصادية إلى السودان "، مضيفا " تشهد العلاقات في الفترة الأخيرة ازدهارا غير مسبوق ونتوقع أن يؤدي ذلك لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين علاوة على التوافق في القضايا السياسية في المحافل الإقليمية والدولية ". والشاهد ان كوريا الجنوبية تعد من الدول الاوائل التى رحبت بالثورة السودانية كما رحبت حكومة كوريا الجنوبية بالاتفاق الذي توصل إليه المجلس العسكري الانتقالي وقوات الحرية والتغيير في جمهورية السودان في يوم 5 يوليو لتشكيل حكومة انتقالية تعكس رغبة الشعب السوداني في تحقيق الديمقراطية وفقا لما أعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية في سيول. وقال المتحدث باسم الخارجية ، إن حكومة جمهورية كوريا تشيد بحكومة جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية والاتحاد الأفريقي لجهودهما في الوساطة بشأن هذا الاتفاق ، وتأمل أن يضطلع المجلس العسكري الانتقالي وقوات الحرية والتغيير في السودان بتنفيذ الاتفاق ومواصلة الحوار من أجل التوصل إلى تسوية مبكرة لجدول الأعمال المعلق-ومن جانبها أشادت وزيرة الخارجية السودانية أسماء عبد الله، بالعلاقات مع كوريا الجنوبية، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية تتطلع لترقية وتعزيز العلاقات بين السودان وكوريا الجنوبية وأكدت وزيرة الخارجية بعد تسلمها نسخة من أوراق اعتماد السيد لي يانج جيونق، سفيرا معتمدا لجمهورية كوريا الجنوبية لدى السودان. أعربت الوزيره اسماء عن شكرها لكوريا الجنوبية على توفير الفرص التدريبية لتأهيل وتمكين المرأة السودانية، مؤكدة أن وزارة الخارجية على أتم الاستعداد لتسهيل مهام السفير الجديد خلال فترة عمله في السودان-. من جانبه، عبر السفير الكوري الجنوبي، عن سعادته باختياره سفيرا لبلاده لدى السودان، لافتا إلى أنه سيعمل جاهدا على تعزيز العلاقات بين البلدين. وقال إنهم يعتزمون فتح سبل التعاون بين البلدين في عدة مجالات، ومن بينها تقديم 30 فرصة تدريبية للموظفات اللاتي يعملن في القطاع الحكومي، ولاحقا تقديم فرص تدريبية لنساء أخريات وتدريبهن في مختلف الأصعدة بهدف المساعدة في تمكين المرأة السودانية التي كان لها دور كبير في السودان، وفي التغيير الإيجابي في السودان الذي أبهر دول العالم.