واشنطن 5-5-2020م (أ ف ب) - تفتخر الولاياتالمتحدة على الدوام بتقديم المساعدة لدول أجنبية كدليل على حسن النية، والآن بات على حلفائها وخصومها مدّ يد العون لها بعد أن تضّررت بشدّة من تفشّي وباء كوفيد-19، لكن هذه المساعدة ليست من دون مقابل. وفي الأسبوعين الماضيين أرسلت كلّ من تركيا التي تسعى إلى تبديد التوتر مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي، ومصر التي يعتمد رئيسها على دعم نظيره الأميركي دونالد ترامب، إلى الولاياتالمتحدة طائرات محمّلة بمعدّات طبيّة. وأرسلت تايوان التي تعتمد على واشنطن للدفاع عنها من الصين، ملايين الكمامات. كما أرسلت كلّ من الصين وروسيا معدّات طبية إلى الولاياتالمتحدة حيث تسبّب تفشي فيروس كورونا المستجدّ بوفاة أكثر من 67 ألف شخص. وهذه الهبات غالباً ما يستخدمها القادة لكي يظهروا لشعوبهم أنّهم يكسبون "احترام وإعجاب العالم"، بحسب الأستاذ الجامعي نيكولاس كال الذي يجري أبحاثاً حول السُمعات الدولية في جامعة جنوب كاليفورنيا. وقال كال إن الهبات الأكثر إيجابية من ناحية الصورة هي تلك التي يبدو أنّ لا دوافع سياسية خلفها، كإرسال ألبانيا، وهي من أفقر الدول في أوروبا، أطباء إلى إيطاليا. والتاريخ المعاصر مليء بأمثلة على دول رفضت حكوماتها أي مساعدة دولية، لكنّ الولاياتالمتحدة أكّدت أنّها ترحّب بأي تعاون في مكافحة فيروس كورونا المستجد. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية "نثمّن الكرم والدعم من كافة أنحاء العالم". وأرسلت الإمارات معدّات لكشف الإصابات بينما بعثت دول حليفة كبولندا، طواقم طبية. ولم تتلقّ الحكومة الفدرالية الأميركية مساعدة مباشرة من الصين، لكنّ بكين ساعدت واشنطن من خلال تقديم مساعدات لولايات أميركية أو من خلال هبات خاصة. وفي نهاية مارس أعلن جاك ما، أغنى رجل في الصين، تقديم 500 ألف فحص لكشف الإصابة وشكره حاكم نيويورك على هذه الهبة، وشكر أيضا مؤسسات صينية والقنصلية الصينية لإرسالها ألف جهاز تنفس اصطناعي. ومؤخّراً قدّمت مقاطعات صينية مساعدات لولايتي ميريلاند ويوتاه، وأظهرت صور مسؤولين أميركيين يحملون لافتات ترحب بهذه الصداقة. والمرة الأخيرة التي تلقت فيها الولاياتالمتحدة هذا الكم من المساعدات الدولية يعود إلى الإعصار كاترينا في 2005. ويومها قبلت إدارة جورج دبليو بوش المساعدات من كل أنحاء العالم دون اعتبارات سياسية، باستثناء الموافقة على استقبال أطباء أتوا من كوبا. وبحسب نيكولاس كال من المدهش أن نلاحظ قلة إهتمام الأميركيين بالمساعدة التي ترسلها واشنطن إلى الخارج، وهم يعارضون تقديم أي مساعدة خلال هذه الأزمة. وتعهّدت الولايات المتّحدة تقديم مساعدات إلى الخارج بقيمة 775 مليون دولار لمكافحة فيروس كورونا المستجد، بحسب الخارجية الأميركية. ويرى كال أنّ شعار ترامب "أميركا أولا" المرفق بمشاهد مأساوية في البلاد بسبب وباء كوفيد-19 قد يضرّ على المدى الطويل بصورة الولاياتالمتحدة.