رهن د. عبد الله تية القيادي بالحركة الشعبية الذي تقدم باستقالته من منصب وزير الصحة الاتحادية، التراجع عن استقالته بلقاء رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لمناقشة القضايا وتصحيح الأخطاء داخل الوزارة. وشن تية الذي يقود الحملة الانتخابية بجنوب كردفان، هجوماً عنيفاً على كوادر المؤتمر الوطني في القطاع الصحي.. وقال إنهم تسببوا في الكثير من المشكلات، مشيراً إلى أن الحركة الشعبية «تفهمت» موقفه وأنها تدعم استقالته.. وقال في حوار مع «آخر لحظة» إنه طبيب بيطري وليست لديه مصالح في صراعات الأطباء.. فإلى مضابط الحوار: الطريقة التي تقدمت بها للاستقالة من منصبك كوزير للصحة الاتحادية كانت مفاجأة للجميع؟ - طبعاً.. كما ذكرت سابقاً كانت هناك جملة أشياء حدثت منذ وصولي إلى الوزارة.. ووصلت إلى حد تعيين وكيل للصحة دون مشورتي، بجانب التدخلات الإدارية ومحاولة التعيين كما حدث في تعيينات بالإمدادات الطبية والمجلس القومي للأدوية والسموم ومحاولة الضغط والتأثير على أحد كوادر الإمدادات الطبية على تقديم استقالته بالرغم من أنه يتبع للمؤتمر الوطني باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه. مقاطعة.. وما هي الجهات التي تضغط؟ - رد بسرعة «لوبي» وتكتل في الدائرة الصحية للمؤتمر الوطني لتقاطع المصالح والعمل على تقليل نفوذ شخص لمصلحة الآخر، وأنا أنظر لها على أنها محاولة تدخل المؤتمر الوطني في الوزارة، فالوزير هو المسؤول الأول والأخير في إدارة شؤون الوزارة.. ولكن وضح أن التسهيلات التي تقدم لوزير الدولة من المؤتمر الوطني، لتمرير أجندة الدائرة الصحية وتغييب الوزير عن ما يحدث داخل الوزارة. تحدثت عن التهميش مؤخراً بالرغم من أنك موجود بالوزارة منذ فترة مما جعل البعض يتساءل عن أسباب توقيت الاستقالة؟ - طبعاً.. اعتقد أن سبب الاستقالة ليست التعيينات فقط، فهي كانت جزءاً صغيراً من الأسباب، وأنا جئت للوزارة و«عندي» رؤية إدارية وتفاجأت بتعيين وكيل جديد للوزارة دون علمي ومشورتي، فالوكيل يعتبر هو المسؤول التنفيذي الأول في إدارة دولاب العمل بالوزارة، فكيف يُفرض ويؤخذ عليّ تعيينه دون.. مقاطعة.. هل معنى كلامك هذا أنك ترفض تعيين د. عصام محمد عبد الله وكيلاً للصحة؟ - أنا رشحت «3» أشخاص لمنصب الوكيل وتفاجأت مثل بقية الشعب بتعيين شخص من داخل الوزارة وهو موجود بإحدى الإدارات، وأنا احترمه وأقدره ولكن لا يوجد سبب لتجاوز ترشيحاتي، بمعنى عدم الاهتمام بترشيحاتي في النهاية هو محاولة لمنعي من أداء عملي، وفي نفس الوقت تحملي الاخفاقات. حدثنا عن الأجواء داخل الوزارة قبل تقديمك للاستقالة وهناك حديث يدور داخل أروقة الوزارة حول تآمرك ووزير الدولة السابق على الوكيل؟ - أولاً أنا ووزير الدولة لم نلتقِ إلا داخل الوزارة، ووزير الدولة والوكيل زملاء دراسة يمكن أن يتآمرا ضدي ولكن هناك اختلافات في وجهات النظر ونحن لدينا رؤية في كيفية إدارة الوزارة، فالوكلاء السابقون سيطروا على الوزارة وجعلوا الوزراء «قاعدين ساكت»، أنا أرفض أن أكون وزيراً بلا مهام. ü لذلك اتفقت مع وزير الدولة لإحكام السيطرة على الوزارة؟ - اتفاقي مع وزير الدولة كان في كيفية إدارة العمل داخل الوزارة ولكن بعض الأشخاص خلقوا منها صراعات وتقاطعات مصالح، وأنا طبيب بيطري ليست لديّ أي مصالح وما يهمني هو كيفية إدارة الوزارة وتوجيه الإمكانات والتعامل بمبدأ الشفافية، بجانب جملة من القضايا الصحية.. والقضية ليست محسوبيات فقط، كانت لنا رؤية جديدة في الإدارة. ما هو موقف الحركة الشعبية، وهل ساندتك والبعض يرى أن الحركة لم تحتج ولم تفعل شيئاً حتى الآن كرد فعل؟ - الحركة الشعبية دعمت موقفي وساندتني في مطالب الإصلاح، بدليل أن النائب الأول للرئيس الفريق سلفاكير ميارديت جلس مع الرئيس وتمت مناقشة القضية. إذن هل ستعود وزيراً للصحة مرة أخرى؟ - رجوعي للوزارة مرتبط بلقائي مع الرئيس وتصحيح الأخطاء، وهذا يدل على أن الحركة الشعبية وضّحت شكل الرؤية ومجلس الوزراء لم يجتمع معي ولن أعود للوزارة.. وكل ما ذكر حول ترتيبات لعودتي مجرد إشاعة. متى ستقابل الرئيس؟ - لم أقابله حتى الآن، لأن الجهات المسؤولة عن ترتيب لقائي بالرئيس تماطلت ويبدو أن كادر المؤتمر الوطني لا يرغب في مقابلتي للرئيس، فقد مضى حتى الآن أكثر من شهر وأسبوع تقريباً من الوقت المحدد لمقابلتي بالرئيس ولكن لم يتم أي ترتيب، وأنا اعتبره جزءاً من اللوبي الموجود حول الرئيس، وفي النهاية القضية رفعت لمؤسسة الرئاسة.. وأنا فرغت نفسي لقضايا أخرى وانتخابات جنوب كردفان. لماذا لم يتم تعيين شخص آخر بالرغم من تمسك الحركة بالمنصب؟ - هذا السؤال يطرح للحركة الشعبية كمؤسسة.. وأنا عندي قناعة بأن الحركة متفهمة لموقفي وليس لديّ أكثر من ذلك! حسناً ماذا عن مستقبلك السياسي، وهل ستدخل في تحالف مع المؤتمر الوطني؟ - أنا عضو بالحركة الشعبية ومستقبلي مربوط بالحركة وهي التي تحدد أين أكون موجوداً، كما أنني لست في موقع للحديث عن أية تحالفات، لأن القضية تنظيمية لها مؤسسات وأنا عضو فقط. ولكن أحمد هارون القيادي بالمؤتمر الوطني قال في أحد اللقاءات إنه طرح تحالفاً للحركة الشعبية ولكنكم لم تستجيبوا للتحالف لماذا رفضتم؟ - اسألوا أحمد هارون. الحركة الشعبية تمارس انتهاك حريات المواطنين في جنوب كردفان بإرهاب مؤيدي المؤتمر الوطني؟ - هذا الكلام غير سليم، لأن المؤتمر الوطني ملأ الولاية بالقوى الأمنية وإذا كان هناك شخص يمارس الإرهاب فهو المؤتمر الوطني، فليس في منهج الحركة ممارسة الإرهاب، ولكن الوطني يحاول إلهاء المواطنين و... مقاطعة.. ولكن هناك حديث بأن الحركة تمارس الإرهاب ضد مؤيدي تلفون كوكو بتمزيق ملصقات حملته بجنوب كردفان؟ - إذا حدث ذلك تقدم شكوى للمفوضية، وتلفون كوكو بدأ تدشين حملته بالعربات ووضع البوسترات بالشوارع ولم تتعرض لأي مضايقات. هناك اتهام للحركة بالتورط في اعتقال تلفون دون توجيه تهم؟ - اعتقد أن المؤتمر الوطني يحاول خلق معركة دون معترك، إذ لماذا يهتم الوطني بقضية تلفون في هذا التوقيت، فهي محاولة لشق صفوف المواطنين باستخدام قضية خاسرة.. فقضية تلفون عسكرية والكل يعلم أنه في حالة تجاوز العسكري تتم معاقبته حسب القانون، ونحن ليست لدينا صلة بهذه القضية، فهي ذات طابع عسكري حتى أن المفوضية قبلت ترشيحه بالرغم من قضيته، ونحن لم نقم بتقديم طعن ضد ذلك، لأن الحركة ضامنة أنها ستفوز بالتأكيد في انتخابات جنوب كردفان. هل تتوقع أن تقوم الحكومة بالتحرك بخصوص تلفون، وكيف تواجهون الخطوة في حالة تحرك الحكومة ما بعد الانفصال؟ - اسألوا الحكومة. حسناً أجب على الشق الثاني الخاص بالحركة في حالة تدخل الحكومة ما بعد الانفصال؟ - رد منفعلاً: الحكومة تفعل ما تريد أن تفعله ونحن عندنا قضايا أكبر من جر الناس لقضايا انصرافية، فقد قدمت أسر كثيرة تضحيات وتضررت من ممارسات المركز، وذلك لأنهم طالبوا فقط بحقوقهم من الولاية والمهم هو استرداد الحقوق. بماذا خرج اجتماع مالك عقار وياسر عرمان الأخير مع علي عثمان نائب الرئيس؟ - ليس لديّ علم.. واعتقد أنه كان في إطار القيادة والتواصل، ويكونوا قد شرحوا شكل الهيكل الإداري الجديد للحركة في الشمال.. أو ما تبقى من قضايا تنفيذ اتفاقية السلام، وهو في إطار التواصل المستمر بين المؤتمر والحركة والدولتين باعتبار الدولة الجديدة، وكل لديه معطيات جديدة يتم التعامل معها. تقولون بأنكم ستكونون حزب شمال، ما هو مستوى ارتباط الحركة الشعبية بالجنوب؟ - أصلاً الحزب موجود وليس تكوين حزب، بل فك ارتباط مثل كل الأحزاب الأخرى وليس تكوين حزب جديد ما بقيّ السودان، وهي رؤية تصلح لحلحلة القضايا سواء بجنوب البلاد أو شمالها، وهي شأن لكل الأحزاب وتحتاج لتوفيق أوضاعها في الجنوب ونحن باقون في الشمال وتم الترتيب لإعلان فك الارتباط وسنواصل عملنا خلال الفترة القادمة وكل الأحزاب لديها علاقات مع الدول الأخرى، وهو ليس بشيء جديد، كما أن المؤتمر الوطني له علاقات مع أحزاب بدول أخرى وستكون هناك علاقات مثل علاقاتنا بالأحزاب الأخرى في الدول الأخرى. رأيك في المشورة الشعبية.. وماذا تعني لك من تفسيراتها الكثيرة؟ - ليست لها تفسيرات كثيرة.. المشورة واضحة وسيتم مشورة الولاية عبر النواب المنتخبين في البروتوكول الموقع وهل لبى طموحاتهم أم لا من خلال تقييم مفوضية الانتخابات.. وهل الاتفاقية وتنفيذها لبى طموحاتهم أم لا.. وفي حالة عدم تلبيته لطموحات الشعب يعاد النظر في أمر التنفيذ وتتم مراجعات بشكل كامل. والمشورة واضحة وليست محتاجة لشرح، ولكن أرى أن المؤتمر الوطني يحاول تشويش رأي الناس، وهناك الكثير من خلق رؤى مغلوطة.. ولكن سقف الطموحات مفتوح.