دخل والي الخرطوم في السباق المارثوني لحلول مشاكل الصيف والخريف.. من شح الإمداد المائي إلى قصور التيار الكهربائي.. قبل أن تتجمع السحب وتنذر بمعضلة التصريف وانتشار الوبائيات..! وشهدت الأيام الماضية مظاهرات بسبب العطش، وحقيقة يحتمل الإنسان «كل شيء إلا عدم وجود المياه باعتبارها عصب الحياة..» وقد عزا والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر رجل المهام الصعبة أزمة شح المياه لتهالك الشبكة التي يعود تاريخ تركيبها للعام «1925».. وقال إن لديه آلية لمتابعة هيئة المياه و توقع اكتمال تغيير شبكات المياه خلال 6 أشهر بتكلفة 380 مليون دولار على أن تختفي الأزمة خلال عامين..! والعدالة تقتضي أن نقر بأن مشاكل الولاية المعقدة المربكة التي «يعجز السحرة» عن فك طلاسمها يقودها السيد الوالي باقتدار وجهد منقطع النظير.. فمشاكل الولاية موغلة في القدم وقاربت أن تكون لقرنٍ من الزمن.. تراكمت السنون والأخطاء، وتعاقبت الحكومات التي ما استطاعت أيّاً منها أن تبدأ بالحلول الجذرية للمشاكل الأساسية التي بموجبها تتكامل ضروريات الحياة في عاصمة كالخرطوم. لزم الوالي التقيلة.. واعترف بالأخطاء وبدأ فعلاً بالمعالجات الجذرية التي تستوجب كما قال الصبر فمن المستحيل أن تحل كل هذه المعضلات في يوم وليلة.. وإذا لاحظنا أو قارنا المدة التي رعى الخضر فيها هذه الولاية وما تم من إنجازات لوقفنا له تقديراً واحتراماً وساعدناه بقدر المستطاع ولا أعرف لم لا تتضافر الجهود الشعبية لحل بعض هذه المشاكل بحفر آبار جوفية كما فعلنا نحن في أركويت وأين الرأسمالية وأصحاب السعة من الرزق ولماذا لا يلبون نداء الجيران المحتاجين الذين لايستطيعون شراء المياه.. فالناس شركاء في ثلاث الكلأ والماء والنار.. ومن أعظم الصدقات.. المياه.. أعينوا أنفسكم والدولة.. ورجل واحد يعمل المستحيل ويسابق الزمن ليصحح أخطاء متراكمة ويعيد نبض الحياة ليجري أسفل الأرض شبكات توعد بالري والاخضرار والتمني. زاوية أخيرة: كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يعد من أثرياء الصحابة اشترى بئر رومه من أحد اليهود ووهبها للمسلمين فكسب أجرها اليوم القيامة.