العاصمة الخرطوم.. مدينة تضج بالحركة والناس والمواصلات فيها شريان للحياة تنقلهم من أحيائهم النائية إلى قلب الخرطوم النابض، حيث لقمة العيش، والمواصلات بتاريخها العريق تطورت في ولاية الخرطوم من مرحلة التمام إلى البصات ذات السعة الكبيرة إلى دخول الحافلات الروزا والعربات الصغيرة بكل أنواعها، انتهاءً بالأمجاد والهايس والركشة في أطراف العاصمة. لكن الشاهد على هذه الأعداد الكبيرة من وسائل المواصلات يرى أن الفوضى تضرب أطنابها في مختلف أنحاء ومكان عملها وخطوط سيرها، انتهاءً بجودتها وصلاحيتها لركوب الناس من حيث النظافة والحماية ومراعاة الذوق العام. ملاحظات داخل الحافلات الشاهد أن الراكب في حافلات العاصمة يلاحظ العديد من الأشياء المزعجة داخل الحافلات من عدم نظافة وكراسي ممزقة وأتربة عالقة، وكأن الراكب يجلس على شارع مفتوح تهب عليه عواصف الغبار.. تعامل الكمساري وقيادة السائقين بتهور وارتفاع صوت المسجل وأحياناً مزاجية العمل واختيار الراحة في ذروة الزمن عند ازدحام المواطنين بعد دوام العمل، وتبدأ الحافلات في عملية الشد والجذب والركض خلفها دون رقابة أو نظام يجعل منها مواصلات تحترم المواطن وتقدر خدمته رغم دخول بصات الوالي الجديدة في الخطوط العاملة ومساهمتها في تقليل معاناة المواطنين رغم عدم وجود محطات رئيسية ثابتة لها حتى الآن. (آخر لحظة) التقت بالسائق «أحمد تجاني» خط الوحدة والذي حدثنا عن كل ما ذكرناه في حق المواصلات، لأنه من أصحاب المهنة.. وأشار إلى أن الحافلة كي تكون جاهزة ونظيفة وجيدة تحتاج إلى مليون و(300) جنيه للتنجيد من كراسي وسقف وديكور، والكراسي فقط تنجيدها يحتاج إلى 750 جنيهاً، وحسب الطلب والخامات فهذا المبلغ قابل للزيادة، وأرجع سوء بعض الكراسي إلى الاستعمال الخاطيء من قبل الركاب خاصة كراسي النص، فالبعض يطويها ويجلس عليها وكذلك الأحجام الكبيرة تؤثر عليها فتتكسر تحت وطأة أحمالهم. أما عن الحافلات التي تبدو رثة وغير منجدة الكراسي، عزا ذلك إلى أنها لا تخضع للمراقبة ولا أحد يهتم من إدارة المرور بما داخل العربة إلا بالنوافذ المكسورة والإضاءة والأوراق فقط، دون النظر في صلاحية الحافلة من ناحية الجودة، وأحياناً أصحاب الحافلات وملاكها لا يهتمون بتجديد وإصلاح حافلاتهم بقدر ما يهتمون بالعائد المادي منها، والسائق لا يملك سبيلاً في ذلك وهو يعمل لأجل لقمة العيش وليست مسؤوليته، لأنه ليس صاحب حق!! السائق «ود الغول» بموقف الإستاد أفادنا بأن ملاحظتنا صحيحة، ولكن المواطن أيضاً شريك في عملية المحافظة على الحافلات نظيفة وذات كفاءة لخدمته، وذكر أن الطلاب يمزقون الكراسي تعمداً والبعض يخربش بكتابات غير مسؤولة داخل الحافلة، بينما دافع عن الكتابات خارج الحافلة بأنها ثقافة مجتمع وهي مقبولة من حيث مضمونها الوطني أو الشعبي، ومرفوضة من حيث الاستلاب وتقليد الأجنبي، أما الأغاني والصوت العالي داخل الحافلة يعتمد على السائقين، والأغلبية صغار السن فهم من يمارسون هذا الأسلوب.. ونفى ممارسته لقيادة التجاوزات مع الحافلات الأخرى فيما يعرف بينهم بالمقصات.. وكذلك نفى لجوءه إلى عملية تركيب الدربات داخل البص مما يشكل خطورة على الحافلة والراكب، وفي الغالب لا يوجد تأمين والدربات في الحافلات تُركب لمعرفة درجة الصرف وهذه نظرة خطأ ويمكن معرفته عن طريق مقياس يحدده أي سائق محترف وعارف «شغلو»!! المواطنون داخل الحافلات المواطنون بدورهم أبدوا انزعاجهم وتحدثوا عن معاناتهم، بدءاً من انتظارهم لركوب الحافلات وسط حرارة الشمس وعدم وجود مظلات في أكبر مواقف المواصلات، وهرولتهم وقت الذروة وراء السائقين الممتنعين عن العمل بحجة أخذ الراحة والاستجمام حيناً، وبحجة تناول الطعام حيناً آخر، هذا قبل ركوب الحافلة.. بعد الركوب يبدأ مشوار آخر من المعاناة من عدم نظافة.. ومقاعد متكسرة وأحياناً صناديق بارد تحتل المكان كمقعد إضافي، وموسيقى صاخبة وسرعة متهورة- وكمساري سريع الغضب.. والبعض يرى رغم ذلك تطور وسائل المواصلات ووجود بعض الحافلات الجيدة، إلا أنها قليلة.. وأشادوا بدخول بصات الوالي في الخدمة، مما ساهم بتقليل المعاناة عن المواطنين، بالإضافة إلى جودتها ونظافتها ومتانة مقاعدها، ودعوا إلى ضرورة متابعة الجهات المسؤولة عن فحص المركبات والحافلات لتكون في مستوى الجودة والمقياس التي تحترم الإنسان وتقدم له الخدمة الجيدة والممتازة.. وقالوا لقد تعبنا في انتظار وسائل مريحة للنقل!! المرور ووجهة نظر في سؤال لجهات الاختصاص بالمرور عن دورهم تجاه المركبات العامة كانت الإجابة أنهم يعملون في إطار القانون من حيث مراجعة أوراق الحافلات واستيفائها للشروط اللازمة للعمل من حيث سريان رخصة القيادة وصلاحية الإضاءة وسلامة الزجاج وعدم وجود أي مخالفات أخرى تتعلق بلائحة السير، واستيفاء المواصفات من حيث عدد الركاب المصرح به والسير بسرعة معينة ومراقبة العمل عامة، فيما لم يشيروا إلى ما يتعلق بداخل الحافلة من مخالفات مثل التي ذكرناها في السياق!! إدارة النقل والبترول ودورها السائق محمد حسن أفاد بأن هذا اختصاص إدارة النقل والبترول التي تراجع ما بداخل الحافلة من مقاعد تصلح