قضية فك حجز جزء من غابة الرواشدة (الفيل) بمنطقة الشواك بولاية القضارف، لانشاء مطار لصالح وحدة تنفيذ السدود بقرار رئاسي في شهر مارس المنصرف، أثار جدلاً وصراعاً خفياً بين الهيئة القومية للغابات ووحدة تنفيذ السدود مما أدى الى استقالة المدير العام للغابات الدكتور عبد العظيم ميرغني مؤخراً، باعتباره لم تتم مشاورته في الأمر، كما أن الطلب الذي تقدمت به وحدة تنفيذ السدود لوزارة البيئة والغابات لتنفيذ المطار، لم يجد الاستجابة منها لعدم استصحابه بدراسة تحديد الآثار البيئية للمشروع المقترح، وكل هذا يأتي في ظل انفصال الجنوب وفقدان السودان الشمالي لثلثين من موارده الغابية، ولم يتبق له سوى نسبة 11% حسب تأكيدات المختصين إلا في هذه القضية كانت المؤسستين تنظر الى أهمية المشكلة من زاويتها، وللتعرف والغوص في القضية أكثر وكيفية معالجتها.. آخر لحظة استنطقت العديد من ذوي الاختصاص في الأمر . د. عبد الله جعفر مدير عام الغابات بالإنابة قال: إننا ليس لدينا أي اعتراض على القرار الرئاسي والقاضي بفك حجز جزء من غابة الفيل، ولكن أشار الى أن رأيهم كان يتم تشييد المطار في مكان آخر بذات الولاية، وذلك لأهمية الغابة واعتماد أغلب أهالي الولاية عليها في الزراعة والري وغيرها.. وأضاف قائلاً: إن احتجاجهم جاء من الطريقة التي تم بها تنفيذ القرار من قبل وحدة تنفيذ السدود، دون اشراك 5 جهات مهمة في حل المشكلة عبر اجراءات قانونية يجب اتباعها، ولكن هذا لم يحدث من قبل وحدة تنفيذ السدود والتي قامت بالانفراد في تنفيذ القرار لوحدها.. مشيراً الى أن المشاريع التنموية التي تقام بالبلاد، لم تراع مسألة الغابات وأهميتها، وأكد عبد العظيم العراقي مدير إدارة المطارات سابقاً والاستشاري بالمطار الجديد، أن المطار الجديد يبعد بمسافة 600 كيلو متر عن مدينة الخرطوم.. مشيراً الى اختيار تشييد المطار بغابة الفيل جاء بعد قيامهم بعمل دراسات ل6 مواقع تجاور مشروع سدِّي عطبرة وستيت، ليكون الموقع الحالي هو الأنسب باعتباره المكان الوحيد الذي يوفر للمطار مدرجاً بطول 3 كيلو مترات.. موضحاً أن هذا المطار سيقوم باستقبال طائرات ذات الوزن الخفيف، وأضاف اننا كنا مضطرون للدخول للغابة وبأقل الخسائر مؤكداً أن تكلفة إنشاء المطار بلغت 3 ملايين و700 ألف جنيه بالجديد... معتمد معتمدية الفشقة د. حسب سيدو أكد حرصهم واهتمامهم بالجوانب البيئية بجانب انشاء السدود كمشروعات تنموية، مطالباً كل مؤسسة القيام بدورها على الوجه الأكمل.. مشيراً الى أن الجزء المستقطع من غابة الفيل لا يؤثر على البيئة، لعدم وجود حيوانات يخاف عليها من الانقراض.. عبد الله الريح محمد علي وزير المياه والسدود بولاية القضارف أكد أن قيام سدي عطبرة وستيت له آثار ايجابية بالمنطقة متمثلة في زيادة معدل الرطوبة، وأول منطقة تشملها هذه الآثار هي غابة الفيل، كاشفاً عن وجود مشروع مياه القضارف والمشاريع المصاحبة له من بحيرة السد وحالياً تجري الاتفاقية النهائية لها أمام المجلس الوطني، مؤكدا أن هذا المشروع سيكون حلاً كبيراً لمشكلة المياه بالولاية، بجانب تنفيذ المطار سيكون انجازاً بسيطاً مقارنة بالمشاريع الأخرى.. ووصف د. معاوية شداد رئيس الجمعية السودانية لحماية المستهلك اختيار غابة الفيل لانشاء مطار بأنه تعدٍ على الغابات باعتبار المنطقة مأوى للرعاة وحيواناتهم، وتخترقها 3 مسارات للرعاة، وتمثل منظومة بيئية متكاملة وفريدة، وطالب شداد بالوقف الفوري للدمار الذي يحدث في غابة الفيل من قبل وحدة تنفيذ السدود.. ومشدداً بضرورة جلوس وحدة تنفيذ السدود مع كل الجهات ذات الصلة وخاصة الرعاة وأهل القرى المستفيدين من الغابة، لمعرفة الأهمية الاقتصادية والاجتماعية، وما يمكن أن ينتج من آثار سالبة للمطار المقترح وأن تلتزم كل الجهات بالقوانين السائدة.