الأخ الكريم.. مؤمن بقدر ما الواحد يقول لنفسه اقرأ فقط ولا سبيل لي ولا مقدرة للكتابة، لكن ما يخطه قلمك يثير في النفس كوامن الانطلاق والتمرد والمراجعة.. أنا هنا لست بصدد التعليق أو الكتابة.. فذلك له وقت آخر.. ولكن أقول لك لا تبخس عملك.. وكما ذكرت لك من قبل أنك ألقيت حجراً في بركة ساكنة وستنداح يوماً دوائرها مبطلة كيد الأفاكين الكذابين.. وها هي كذلك «لا تبخس عملك وتقول إنها خدوش خفيفة وندوب يسيرة..» الخ.. فها هي ثمار ذاك العمل تؤتي أوكلها.. فأنت فتحت ألف نافذة وباب.. فالحق والصدق الذي يميز ما تقول ويخرج ما يعتمل في صدرك لابد له من نتائج مثمرة.. وأبشرك بغيث بدأت قطراته تنهمر لأنه نتاج كلمة طيبة أصلها ثابت وفروعها في السماء كتبت بمداد صادق.. سِرْ والله لن يضيع أجر العاملين.. جزاك الله خيراً لقد كنت من السباقين «أنا عايز أكون شيوعي لكن زي شيوعتك دي بس». منذر محجوب حاج سعيد من المحرر.. الصديق الحبيب الغالي جداً.. منذر.. لك الود والحب والسلام.. أشواقي لك لم تفتر لمداخلاتك الرائعة.. لحروفك التي تنضح.. بل تقطر صدقاً.. لروحك السمحة.. وصدقني إني أحمل لك أشواقاً شاهقة.. ومحبة فارهة رغم أني لم التقي بك مطلقاً.. ولكن يكفي كثيراً أن أرسم لك صورة زاهية.. وأصور في صدق وجلاء ونصاعة.. «مخك» الذي تصوره قبل تصويري.. أنفاسك التي تتدفق لتعلم الناس من هو منذر هذا.. «غايتو» أنا في يقين وثقة وثبات أنك «إسلامي» صادق أمين ومخلص لديانتك الإسلام.. ولرايتك راية محمد بن عبد الله النبي المعصوم.. لا يهمني مطلقاً أن تكون عضواً في المؤتمر الوطني.. والذي هو حسب المعادلة الجبرية «الجبهة القومية الإسلامية».. والتي هي أيضاً «جبهة الميثاق الإسلامي».. والتي هي أيضاً «جماعة الأخوان المسلمين».. لا عجب في ذلك.. فأنا أعرف أحبة وأخوة.. معرفة تصل إلى الحد الذي أقول فيه صادقاً «أعرفهم زي جوع بطني».. أرى فيهم صدقاً ونقاءً وطهراً.. حتى وإن كانوا أعضاء في المؤتمر الوطني.. وأعلم أيضاً أنهم إنما نشدوا تحقيق أحلام عراض.. وأشواق هائلة لبناء الدولة الإسلامية.. تلك التي لا يظلم فيها أحد.. تلك التي تحاول أن تعيد مرة أخرى.. ذكرى أيام بطعم الحق.. بلون العدل.. بمذاق الصدق.. إعادة إلى أيام زاهيات انطوت بعد رحيل آخر عظماء الأئمة.. الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز. صديقي.. أضحكتني حتى استلقيت على قفاي.. وتماماً مثل الإسكندر الأكبر وأنت تكتب في آخر سطر من رسالتك.. «أنا عايز أكون شيوعي لكن زي شيوعتك دي بس».. ضحكت لأنك ظننت فيّ خيراً.. وتوسمت فيّ سماحة وألقاً.. ثم أحزتني حد النواح والبكاء.. وبنفس كلماتك وبنفس عبارتك.. وبنفس رغبتك بأن تكون شيوعياً زي «مؤمن بس».. وهنا يأتي حزني.. لأنك مثل كثيرين من أبناء شعبنا.. لا يرون في الشيوعي.. أو الماركسي أو الاشتراكي غير شيطان مصرم.. أو إبليس لعين.. صدقني يا صديقي.. أن هناك كثيراً من الاشتراكيين.. ودعنا نقول اليساريين من هم في قامة واستقامة ونبل وصدق ورجالة وجسارة وإنسانية.. أنا لن أبلغ قامتها أو حتى الدنو منها حتى لو أنفقت ما تبقى من عمري.. واعلم صديقي.. أني أقلهم شأناً وأدناهم مرتبة.. وأوضعهم درجة ومكانة.. «وعشان خاطرك» سأكتب لك يوماً.. إذا لم يكن «بكرة».. عن اشتراكيين سودانيين يتدفقون نبلاً وصدقاً.. وأمانة.. وكل خصال العظماء من الناس.. آمل أن أكتب لك عنهم.. ولك فائق تقديري.. وسلامي..