كتبت الكاتبة الهام مهلبي عن كتابات النساء واثرها في المجتمع وهذا بعض من ما كتبته عنهن، حيث قالت :تحضرني باستمرار عبارة جميلة للكاتبة أحلام مستغانمي : « في أعماق كل امرأة بحيرة راكدة»، فأقول إن صفة الصبر فينا ، و صفة الصمت ، و كل الصفات الأخرى المشابهة لهما تجعل المشاعر في دواخلنا و الأفكار و الأحلام و حتى الشكوى تبقى آسنة تتعفن و تتكاثر فيها الطفيليات ، حتى تفقد كل جمالها و حقيقتها و أصالتها تماما مثلما تفقد مياه المستنقعات العذوبة الأصلية للمياه. ربما لهذا السبب حين تكتب النساء يجعلن من الكتابة لعبة للبوح عبر تحريك تلك البركة الراكدة. فلا يفهم العالم لعبتهن هذه ، و يتم الزج بهن في تصنيف أدبي اسمه: « الأدب النسائي». هل هناك أدب نسائي و آخر رجالي؟ طبعا لا ، و قطعا لا. لأن النص حين يكتب يكون قبل كل شيء قطعة من ذات صاحبه ، سواء كان هذا الأخير رجلا أو امرأة. إذن فالكاتبات المصنفات في تلك الخانة لسن» أديبات نسائيات» ، بقدر ما هن «نساء يكتبن». و من يكتب ينطلق من جرحه الأول ، و من حلمه الأول. إنهن نساء يكتبن انطلاقا من الذات ، خاصة من المناطق المنسية في الذات. أو كما تقول أحلام مستغانمي: « الذات التي تسكن فيها مستنقعات أجيال من النساء المحكومات بالصمت». إن المرأة حين تكتب تستطيع أحيانا أن تنتصر ليس فقط لذاتها أو لجنسها ، و لكن أن تنتصر للإنسان.و هذا ما تفعله هدى بركات ، و كاتبات عربيات أخريات. لذلك يجب الخروج من التصنيفات الثنائية و المصطلحات التي تعزل النساء في جهة و الرجال في الجهة المقابلة ، وتصنف أي أدب تكتبه امرأة في خانة ضيقة . قد يكون ما تكتبه النساء يحمل خصوصية ما ، غير أن ذلك يرجع بالدرجة الأولى لخصوصية تجارب المرأة و خبراتها في الحياة التي تختلف في أوجه كثيرة عن تجارب الرجل و خبراته، ، فالتكوين الاجتماعي للمرأة هو الذي يؤثر على خصوصية تجاربها وليست الكتابة هي التي تفرض عليها ذلك. و على العموم تبقى المعايير التي نحكم بها على أي نص أدبي هي معايير الجودة ، فالأدب إما أن يكون أدبا حقيقيا يملك كل مقومات الإبداع و أدوات الجمال اللغوي ، أو لا يكون أدبا