المتابع لسيرة الكثير من الشخصيات السودانية في مختلف المجالات سياسة كانت أو أدبية أو حتى دينية والمتتبع لأثرهم تتأكد له حقيقة أن الكثيرين منهم إن لم يكونوا كلهم يتميزون بالتواضع الجم وسلوك اجتماعي لافت من المجاملات الاجتماعية أتراحها وأفراحها.. ولأن هذا الوصف هو المعتاد والعادي فإن غيره هو الشاذ أو لنقل فيه الكثير من النشاذ وأنا استعرض هذا المشهد المعهود دعوني أحكي لكم حدثين فيهما من التناقض ما يستحق أن أتبعه بآلاف من علامات التساؤل والتعجب والحدث الأول كنت من شهوده الحاضرين والأخ الرئيس عمر البشير يؤدي واجب العزاء في والدة سائقه ولما كانوا كعامة أهل السودان بساطة وتواضعاً قدم السيد الرئيس واجب العزاء وجلس على الأرض مع الحاضرين مشاركاً إياهم ذات «الكوز» الذي يشربون به الماء وذات الهواء الساخن الذي لم يجد ما يرطبه من مكيفات «المرطبين» والرجل لم يسبقه وفد مقدمة ولا صافرات إنذار والمشهد الثاني أيضاً كنت من شهوده في النادي العائلي وهو يحتفل بالليلة الختامية لاحتفالات العلم رمز السيادة والكرامة والتي أمها نفر كبير من المسؤولين وقادة الأمن وضباطه وعدد من رموز المجتمع ونفر كبير من المواطنين وما أن اعتلى المغنون المسرح وصدحوا بأغنيات الحماسة إلا وامتلأت «الدارة» عن آخرها دون فوارق أو رتب أو طبقات اجتماعية كما يحدث في غالبية مناسبات أهل السودان لكن لفت نظري أنه ما أن قام السيد معتمد الخرطوم عبد الملك البرير من مقعده إلا وتبعه حارس أو بودي قارد بلغة «المهمين» مفتول العضلات والشوارب عالي الجثة أو كما وصف عادل إمام في مسرحية شاهد ما شافش حاجة أحد شخوص المسرحية بأنه «مشلولح المنكبين عريض الملولحين» وظل مركزاً نظره عليه حتى وهو وسط المحتفلين وما أن قام واحد من المشاركين بالتبشير على السيد المعتمد ووضع يده على كتفه بالطريقة السودانية المعروفة إلا وأسرع صاحبنا ونزع يده عن كتف المعتمد وحذره برفع سبابته بتكرار الفلعة والسيد المعتمد لم يفتح الله عليه بكلمة ! وعندها انفتحت الأسئلة في رأسي وكأنها قادمة من نار جهنم إذا كان أعلى رأس في الدولة يقاسم الناس مناسبتهم بهذا التواضع الجم فكيف لمسؤول يفترض أن يسمع حكاوي الناس وشكاويهم يعزل نفسه عنهم بهذه الصورة؟ وكيف له أن يسمع شكواهم أو يرى دموعهم أو يلبي مطالبهم؟؟! في كل الأحوال أعتقد أننا نوجه سهام نقدنا في أحيان كثيرة في الاتجاه الخطأ إذ أن السهم قبل أن ينفذ الى أعلى الهرم يجب أن يوجه إلى قاعدته وأحياناً أضلاعه والدليل «الولو»!! من كلمة عزيزة قالت إسراء سليمان في برنامج أفراح أفراح إن العرس القادم للعروسين إبراهيم وعبيد وهي تقصد إبراهيم وعبير يا حسن يا أخوي مش معاي إنه الحكاية وسعت شوية!! من كلمة أعز نعم نحمِّل المذيعين والمذيعات كثيراً وزر الأخطاء لكن صدقوني إن بعض المعدين والمخرجين يعملون كوراث ومافي زول حاسي!!