في البدء أنا مدين بالاعتذار للدكتور فتح الرحمن الجعلي محافظ محلية القلابات بولاية القضارف الذي عاب عليَّ ان أصف إدعاء مدعي المحكمة الجنائية المسماة دولية بأنه (صعلكة سيا سية).. كما أنني مدين بالاعتذار إلى كل صعاليك العرب من لدن الشنفرى.. وديك الجن... وعروة بن الورد وحتى ود ضحوية.. وطه الضرير وغيرهما من الهمباتة السودانيين الذين يماثلون في شجاعتهم وفصاحتهم أسلافهم العرب.. إذ إنني عن جهل مني وتسرع أضفت لأولئك الفرسان الشعراء الفطاحل (خب ضب) اسمه لويس مورينو أوكامبو فوصفت أفعاله بأنها (صعلكة) بينما واقع الامر يقول بأنها (عهر سيا سي) وشتان ما بين الصعلكة والعهر. وربما يمتد اعتذاري إلى المحكمة نفسها في جميع (غرفها) ومدعيها لأقول لهم بأنهم (وصمة) في جبين العدالة.. مطلق العدالة في أي بقعة في العالم. ولن انحو منحى أهل القانون لكي اتحدث عن نشأة المحكمة وميثاقها وكيفية الانضمام اليها.. ولا عن طريقة عمل المدعي العام للسير في التحقيق في قضية ما وقعت في احدى الدول الأعضاء أو أحالها للمحكمة مجلس الأمن الدولي والذي تمتنع معظم الدول العظمى فيه (صاحبة حق النقض) عن الانضمام لعضوية هذه المحكمة المأفونة والتي ما وُجدت إلا لتسلط سيف اجراءاتها على الدول الأفريقية دون غيرها وهذه حقيقة أوضح من الشمس في رابعة النهار.. ولكن أقول بأنها لا ينعقد لها إختصاص لنظر أي قضية في بلادنا. وأخيراً أضافت المحكمة تهمة الإبادة الجماعية لقائمة الاتهام الموجه للرئيس المنتخب عمر حسن البشير.. وظهر مدعيها الذي يعشق الأضواء في أجهزة الإعلام ليقول بأن على الشعب السوداني أن يطيح برئيسه ليقدم إلى المحكمة ويزيد بأنه اذا تنحى البشير فأن ذلك سيكون جيداً وستتوقف الإبادة الجماعية في دارفور!! وهذا هو العهر السيا سي (بل وغير السيا سي) الذي أشرت إليه. العاهر هي التي لا تستقر في مكانها نَزَقاًَ من غير عفة.. وهو الفجور في أي وقت كان.. ولو لا إنه النَزَق من غير عفة فكيف يجرؤ هذا الفاجر الكافر على دعوة الشعب السوداني لازاحة البشير عن السلطة وهو الشعب الذي جاء به رئيساً منتخباً انتخاباً مباشراً في انتخابات حرة ونزيهة ومراقبة محلياً واقليمياً ودولياً قبل بضعة أسابيع!! ولولا أنه الفجور فكيف يتطاول هذا النزق على إرادة شعب دارفور الذي منح ثقته للرئيس البشير وأعطاه أعلى نسبة من الأصوات على نطاق بلادنا كلها؟؟ ولو لا أنه الكيد السياسي فلماذا هذا الادعاء الجديد القديم في هذا التوقيت تحديداً؟؟ ولولا أنه الاستعلاء الغربي فلماذا لم تؤخذ في الاعتبار مواقف كل المنظمات الاقليمية المناوئة للمحكمة الاتحاد الأفريقي.. وجامعة الدول العربية.. ومنظمة المؤتمر الاسلامي.. والمؤتمر الأفريقي الباسفيكي الكاريبي.. والكثير غيرها والتي ترفض رفضاً باتاً دور المحكمة الجنائية المشبوه وترفع صوتها عالياً بأن المحكمة تسيس العدالة في جرأة لا مثيل لها تنفيذاً لأجندة خفية.. وعلى الصعيد الداخلي يريد السيد الامام الصادق المهدي الذي يبحث عن أي دور ليعيده إلى الأضواء مرة أخرى بعدما تهرب من مواجهة الناخبين بحجج واهية كشفت عن تخوفه من انحسار جماهيريه حزبه.. وفق تقديراته هو... وترك الاستحقاق الانتخابي ليذهب مع الريح.. عاد ليقول معقباً على تصريحات أوكامبو بأن على الرئيس البشير أن يدعو القيادات السياسية (ذات الوزن)!! ويسألهم قائلاً:- (أشيروا عليَّ أيها الناس!!) فلماذا لا يشير السيد الامام برأيه مباشرة على الهواء.. لاخراج البلاد من الخطر الذي يتهددها من المحكمة الجنائية؟؟ ولماذا لا يقول الامام بلا حرج للرئيس البشير سلم نفسك للمحكمة الجنائية.. ليخلو منصب الرئيس.. ويتسلم الرئاسة السيد الامام صاحب الأغلبية في الانتخابات التي اجريت قبل ربع قرن من الزمان!! ولم يسمع بها ثلاثة أرباع الناخبين في الانتخابات الأخيرة.. إنه الاصطياد في الماء العكر ورائحة الشماتة والحسد تفوح من بين كلمات السيد الامام أصلح الله شأنه. إن الحرب في دارفور قد أصبحت جزءً من الماضي وأن منبر الدوحة هو المحضن للمفاوضات وإن طالت وتعثرت (فلابد من صنعاء وإن طال السفر) من الأمثال المفضلة للسيد الامام.. وآخر بنود إتفاقية السلام الشامل يجري تنفيذه.. والاستفتاء سيقوم في موعده بأذن الله العمل من أجل الوحدة الجاذبة يسير سيراً حسناً.. ولسنا بعد كل هذا جزعين وفزعين من نتيجة الاستفتاء فان كانت الوحدة فبها ونعمت وإن كانت غير ذلك فلسنا أول دولة تنقسم إلى دولتين أو أكثر فالأمثلة تجل عن الحصر.. والحدود الإدارية بين الدول ليست منزهة ولا هي مقدسة.. وفي علاقات حسن الجوار أو قيام اتحاد كونفدرالي مخرج طيب لعلاقات طيبة وفي كل الأحوال فان الصورة ليست وردية لكنها السيا سة.. فن الممكن.. أما (محكمة أوكامبو ونسوانه) فأنها لا تستحق منا إلا الركل با لحذاء وستذهب إلى مزبلة التاريخ كغيرها من الأدوات الاستعمارية والتي لا ترى الابادة الجماعية واستخدام الأسلحة المحرمة وذخيرة اليورانيوم المخصب والتي تبقى آثارها المدمرة لآلاف السنين في العراق وفلسطين وأفعانستان وجنوب لبنان.. لكنها تزعم بأن في دارفور إبادة جماعية.. ولا تعرض علينا صور المقابر الجماعية.. أما الحالمون بإزاحة البشير بقرارات المحكمة فسيطول انتظارهم المقيت. كان أحد سكان دارفور المشهورين بحبهم للمشاكل والمحاكم يغتسل داخل حمام منزله سمع أناساً يتكلمون أثناء مرورهم بقرب حوش منزله.. فرفع رأسه من فوق (الصريف) وسألهم:- ما شين وين يا جماعة فأجابوه ماشين المحكمة.. فقال لهم (خلاص أكتبوني شاهد). وهذا هو المفروض،،