القنوات المخصصة للأطفال على الفضائيات المفتوحة.. ليست كثيرة ولكنها فعالة في بعض الأحيان.. بها بعض البرامج التعليمية القصصية المفيدة.. باللغتين العربية والإنجليزية.. حيث تتعود أذن الأطفال على اللغة المختلفة.. والنغمات المغايرة.. ومن جهة أخرى بها الكثير الكثير من العنف والأشكال المخيفة.. والعديد العديد من الأفكار الدموية والغريبة.. التي تخشى أن يدرك طفلك حقيقتها.. وأن لا ينظر إليها على أنها مجرد أفلام كرتون.. وكأن إبداع الكرتون والحركة قد توقف مع الحلقات الأشهر.. والأجمل.. والتي يتابعها الكبار قبل الصغار.. توم وجيري.. وفي الساحة لا نجد أي أعمال عربية.. كل الأعمال الموجودة.. صينية أو أمريكية.. ولكن ليست هناك أعمال عربية تذكر.. كأنه ليس لدينا المقدرة على التأليف.. والرسم.. والإنتاج.. أو أن الشركات ترى أن إنتاج المسلسلات والأفلام للكبار أكثر دخلاً.. بما أنه لا يمكن أن يكون هناك مشهد لراقصة.. أو حمامات السباحة في مسلسلات الأطفال.. رغم أن الإخوة المصريين قد حاولوا مثل هذه الأعمال.. على الشاشة الصغيرة ولكنها بالعدد.. وتاريخية.. أو دينية.. أما على الصعيد المحلي.. فالناس تجأر بالشكوى.. من أن الأطفال خارج الخارطة.. والبرامج قديمة.. ومستهلكة.. ولا جديد ولا تغيير.. ومسارح.. ولا حتى مجلات للأطفال.. أو نشاطات مدرسية منظمة.. فالنشاطات التي توجد اليوم في المدارس تكون أثناء اليوم الدراسي.. وتأخذ من الطالب أكثر مما تعطيه.. ليست هناك إمكانات.. ولا مجال لتحضيرات وبروفات.. ليست هناك سوى المواد الجافة.. العسيرة الهضم.. والسلطة التعليمية القاسية.. و(قروش الدرس).. أطفالنا في حاجة إلى الاهتمام.. والنظر من قبل الجهات المختصة.. فالطفل تربة خصبة.. يمكن أن تنبت العديد من الأفكار والإنجازات.. وأرض ثرية يمكن أن تخرج لنا الذهب.. فلننسَ التفكير في الواقع الذي أصبح خارج السيطرة.. ونحاول أن نفكر كيف ننشيء أجيالاً قادمة.. فلتكن خططنا من أجل المستقبل واهتمامنا بالنشء ضمن إستراتجيتنا وميزانيتنا.. حتى نضمن على الأقل أنه بعد سنوات سيكون هناك من يعتمد عليه في التغيير.. وأن هناك أجيالاً قادمة قادرة على التمييز والتفكير واتخاذ القرارات السليمة والمواقف المشرفة. دقة قلب: لحظة ما أحسست بأن الكرة الأرضية قد توقفت عن الدوران.. وأن الكون سكن عن الحركة.. والعصافير والشجر وشلالات المياه تنتظر وتترقب.. أحسست أن كل الوجود يحبس أنفاسه مثلي.. وأنا أنظر إليه.. وقد ملأت عيناي الدموع.. وقلبي الفرح.. فهو لم يتغير.. هو نفسه الذي كان قبل سنوات.. نفس الشوق.. نفس الحب.. هو.. هو.