جاءني خبر من شخص فرح للغاية بأنه اكتشف الكنز قائلاً توجد أماكن مخصصة لبيع السلع الاستهلاكية بسعر مخفض، وأيضاً توجد منافذ لبيع الخبز بسعر مختلف عن سعر الأفران، فكرت فى كلامه وحيرتني طريقة سرده للمعلومة وكأن المعلومة اكتشاف، وكان ردي لا يتماشى مع مفاجأته السارة.. كيف؟.. كان رده نعم توجد أماكن أسعار المواد الاستهلاكية فيها بسعر أقل من الأماكن التجارية الأخرى.. سرح تفكيري المتواضع في أن المحلات أو الخيام التي تباع فيها المواد الغذائية والخبز الذي يزيد بمعدل واحد عن الباقي.. ما هي إلا مراوغة.. أو بالأصح الضحك على العقول.. المهم الضحك في النهاية. ما توصلت إليه من كل هذه القصة.. هل الولاية يفوتها أن وجود منافذ لبيع المواد الاستهلاكية بأسعار مخفضة وتخفيف المعاناه من على كاهن المواطن بهذه الطريقة هى طريقة عقيمة وكسيحة.. ألا يمكن حل هذه المشكلة جذرياً وكيف تكون في وطن واحد ومدينة واحدة وسوق واحدة.. عدة أسعار لنفس السلع.. أي أسعار يتحكمون فيها.. ألا يمكن حل هذه المشكلة التي تتسم بتعدد أسعار سلعة واحدة برصد قوانين وموازنة حسابات ومراجعة موازين المدفوعات والمعادلة ما بين العرض والطلب وحل ما يمكن حله بطريقة اقتصادية صحيحة وتعميم سعر السلع وتوحيدها وعدم فتح أي ثغرة لجشع التجار ليتلاعبوا بالأسعار وإحساس المواطن بأن القوانين أقوى من رغبات وأحلام التجار والثراء والمتاجرة بمعاناتهم.. كيف تبيع لي وأنت المشتري؟ وكيف تربت على كتفي وأنت الجلاد؟ وكي تحكم لى بالبراءة وأنت السجان؟.. أليس من السهل جداً أن لا يكون في مدينة أكثر من منفذ بيع وأكثر من سعر مترامٍ هنا وهناك؟.. أليس من السهل جداً عليك يا سيدي الوالي حسم مثل هذه التضاربات أم أن التجار أصبح التحكم في أمرهم خارج نطاق التغطية أم ماذا؟.. هل لا يحكم سوق هذه البلاد منفذ واحد.. التجار يحكمون أيضاً ويشاركون في الحكم أيضاً وبصورة كبيرة ومجرد ازدياد نسبة مشاركتهم إلى فوق النصف يكون أمر هذا الوطن في خبر كان وإن وأخواتهما.. ويكون المواطن تحت رحمة قرارات التجار المتضاربة والقاسية ولا يكون التاجر قاسٍ وظالماً إلا في حالة عدم مقدرة الدولة على السيطرة على سعر السلع. نقطة سطر جديد الإدارة سبب نجاح أو فشل الأمم.. ومن قواعد الإدارة السيطرة على الانفلاتات والتحكم في السعر من منبعه حتى وصوله إلى يد المستهلك. الإدارة حياة.. والحياة أن نديرها بنجاح تام لنجني الاستقرار نقطة سطر جديد رأي كل الناس لا داعي لوجود مثل هذه المنافذ.. بل الأفضل أن يكون سعر السلعة واحداً.. وكلها تراعي حال المواطن ولا داعي للتلاعب بالأسعار والكلمات وعنوان (تسعيرة خاصة) يعني أن هناك أناساً خاصين وأناساً غير خاصين.. كيف نحارب الأسعار والغلاء بطريقة متوارية خلف ستار متهالك وشفاف؟ نقطة سطر جديد ما هكذا يكون العزف على الأوتار المتهالكة.. وما هكذا تتضارب الأسعار وتتضارب مفاهيمنا.. ونقف عند نقطة من يحكم السوق. لا نحلم بأن نضع في مكان أشبه ما يكون بلعبة الكراسي من يجلس هو الفائز لا.. بل نحن من يقف عندنا هو المواطن.. حيث لا يجد مكاناً ليجلس عليه ويظل طول الوقت لاهثاً تعباً راكضاً ونظل نحلم بسطر جديد فيه كلمات الانتصار والأمل لحظة نحن أنفسنا نشعر بأن ما نقوله قطرة في محيط.. ولكن المحيط سيكون أقل إذا لم نقل.