السلطة الرابعة أو بلاط صاحبة الجلالة أو مهنة المتاعب أو مهنة النكد كلها أسماء تطلق على مهنة الصحافة التي تطورت وأصبحت صناعة ضخمة ومهنة مهمة لا يمكن تجاوزها.. ورغم ذلك فهي تمر بمشاكل بداخلها ومشاكل أخرى تواجهها من خارجها فهي مهنة تتنفس الحرية ولكن الحرية تأتي بالحقائق التي يرفض البعض نشرها ويعملون على التعتيم عليها وامتلاكها كأنها ليست حقاً للجميع.. لذا نجد أنها في كثير من الدول تعاني خاصة في دول العالم الثالث.. رغم وجود اتحادات الصحافيين إلا أن المتاعب ما زالت تحاصرهم.. للوقوف على المشكلات التي يعاني منها الصحافيون في العالم اغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع الأستاذ جيم بوملحة أو عبد الكريم أبوملحة رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين الذي كان في زيارة للبلاد الأيام الماضية لحضور الاجتماع الدوري للفيدرالية الأفريقية للصحافيين والذي التأم شمله في قاعة اجتماعات شركة سكر كنانة بولاية النيل الأبيض.. فكانت هذه الحصيلة .. ما هو دور الاتحاد الدولي للصحافيين نحو عضويته في العالم وكيف ينظر إلى مشاكلهم؟ - يختلف الصحافيون من دولة إلى دولة وحتى في الدولة الواحدة تختلف ظروفهم من منطقة إلى أخرى لكن الموضوع الجوهري واحد في كل الأماكن فنحن كنقابيين نهتم ببيئة العمل والحقوق الاجتماعية وندافع عن المهنية وحرية الصحافة لذلك لا توجد حدود لاهتماماتنا بالصحافة والصحافيين. من أين تحصلون على معلوماتكم حول الصحافة وظروف الصحافيين؟ - من الاتحادات الصحافية ونحن نختلف عن المنظمات الطوعية لأننا لدينا أعضاء ممثلين بالاتحاد بدون أن يكونوا شركاء معنا.. لذلك ما نقدمه من حقائق حول واقع الصحافة يكون مؤكداً مثال لذلك في مطلع يناير نتحصل على تقارير موثقة بالصور لذلك أرقامنا وإحصائياتنا تختلف عن التقارير التي تصدرها المنظمات الأخرى فنحن نقدم حقائق تختلف عن التي تقدمها مثلاً منظمة مراسلون بلا حدود قد لا تتفق حتى مع ما يذكره الصحافيون. أحياناً هناك بعض المدونات على الانترنت ونعتقد أن المدونيين هم صحافيون ويستعرضون قضايا استهداف الصحافيين وإننا نظن أحياناً أن هناك شخصيات تستهدف لأنهم نشطاء وسياسيون وليسوا صحافيين ونحن ندافع عن القضايا المتعلقة بحرية الصحافة وليس بقضايا حرية التعبير وهي بالطبع ليست واحدة فهناك فرق كبير بينهما. فالصحافيون ليسوا احراراً في كل ما يكتبون لأن هناك ميثاق شرف وكل شيء محدد فيه وهو الذي يقول إن الصحافيين لا يتمتعون بحرية التعبير. كيف تنظرون لأحوال الصحافيين في العالم؟ - الحالات تختلف هناك فرق بين مقتل «5» أفراد في الهند و300 قتلوا في العراق لكننا يجب أولاً أن نصدر بياناً حول الحدث وغالباً ما نحمل المسؤولية فيه للحكومة.. ولدينا ارتباطات قوية ونشطة مع الأممالمتحدة واليونسكو ونعمل دائماً على استمرار العلاقة معها لأن الصحافيين ملاحقون بالاتهامات فبعض المنظمات تقول ما الذي يميز الصحافيين عن بقية الناس فكلهم مستهدفون ونحن بدورنا ندافع عنهم ونقول إن طبيعة عملهم التمتع بالحريات وعلى سبيل المثال الأممالمتحدة تدافع عن البسطاء من المدنيين في مناطق الصراعات لذا نحن نحمي الصحافيين باتفاقيات وهم محميون وفقاً لمعاهدة جنيف لأنههم ليسوا مدنيين فحسب إنهم يقومون بأداء واجب مهنتهم. حدثنا عن واقع الصحافة في إفريقيا من خلال متابعتكم؟ - إفريقيا نفسها قارة تختلف من مكان لمكان لما يحدث للصحافيين بعد الربيع العربي لكن اجمالاً نحن نأمل من الحكومات والدول التي يحدث فيها تحول أن يقوموا بوضع قوانين لحماية الصحافيين وإعطائهم الحرية اللازمة لأداء عملهم على الوجه الأكمل.. فهناك بعض الدول تعتبر أن العمل الصحافي في حد ذاته جريمة ونحن نعتبر ان قضايا الصحافة بما فيها قضايا إشانة السمعة مدنية وليست جنائية وفي بعض الحالات يدخل الصحافيون السجون بسبب ما يكتبون وحسب معلوماتي فإن هناك صحفاً صودرت في السودان وبعضهم حكم عليهم بالسجن ولكننا سعداء بأن هناك اتحاداً يقوم بواجب الإصلاح والتصليح رغم أننا نميل إلى أن هذا الأمر فيه صعوبة لإنجازه ونحن لا نفرض وجهة نظرنا ولكننا ندعو الحكومة أن تكون متوافقة مع اتحاد الصحافيين. هل لديكم أي أدوات ضغط أو سلطات يمكن أن تحموا بموجبها الصحافيين؟ - نحن لا نمتلك أي قوة لإقامة حملات ضد الدول التي تنتهك حقوق الصحافة والصحافيين وفي غرب أفريقيا هناك حالتان في الكاميرون وغامبيا الحكومتان وضعت عدداً كبيراً من الصحافيين في السجون وأدانوهم إدانات بتهم ملفقة فقمنا نحن كاتحاد للصحافيين الدوليين بالتعامل مع المنظمات الدولية ونصحناهم بعدم التعامل معهم.. رغم أننا نعتقد أن دعوتنا لعقوبة دولة يؤذي الشعوب لذا نحن نميل إلى الإصلاح وليس العقوبات. وكيف تنظرون إلى وضع المرأة في الصحافة؟ - ضحك.. الصحافة الآن مهنة تتجه نحو الأنوثة.. أي أنها يمكن أن تصبح مهنة الإناث أكثر من الرجال ففي بعض الدول عدد الصحافيات يفوق عدد الصحافيين.. لذلك النساء الآن يقمن بالعمل بكفاح للدفاع عن حقوق المرأة أما الرجال فهم لا يدافعون عن حقوقهم. وأنا أعتقد أن هناك مشاكل تواجه المرأة في الصحافة وهي تتمثل في مشكلة الأجر المتساوي والإجازات التي يجب أن تتمتع بها المرأة في المجالات الأخرى حيث يمكن أن يتم ذلك وفق اتفاقيات جماعية تضمن لها إنشاء حضانة في مكان العمل. كما أن هناك مشاكل أخرى تمثل ضغوطاً على المرأة مثل الضغوط الجنسية التي تتعرض لها. استاذ جيم بوملحة أنتم حضرتم الى السودان للاجتماع الدوري لاتحاد الفيدرالية الأفريقية للصحافيين كيف تنظرون لمستقبل هذه المنظمة؟ - الفيدرالية الإفريقية للصحافيين منظمة شابة ولديها مستقبل طموح وهناك تحديات كبرى تواجهها لذلك سنستمر في التحدي والكفاح حتى تجد مكانها فهي تحمل مفردة خاصة وأن الناشطين وملاك دور الإعلام ليس لديهم منظمات أو اتحادات يعملون تحت مظلتها.