سألتني قارئة جامعية فيما إذا كنت انصحها بالزواج من شاب عربي تعرفت عليه عن طريق الفيس بوك ، الفتاة قالت : أن الشاب فرش لها الأرض وروداً والبحر طحينة ، سألتها ، فيما اذا كانت تعرف شيئا عن حياته وظروف أسرته وعمله ومؤهله الدراسي ، قالت : ان عريس الغفلة حسب كلامه يعمل في وظيفة لا بأس بها وعلى استعداد للقدوم إلى السودان للبحث عن عمل والإقامة الدائمة بقربها ، وبعد أخذ ورد نصحتها ان مثل هذا الزواج ربما يحمل في طياته الفشل من ( قولة تيت ) خصوصا ان الشبكة العنكبوتية تحمل في طياتها الكثير من النصابين واللاعبين بالبيضة والحجر والذي منه ، كما ان اختلاف العادات والتقاليد ربما يكون القشة التي تقصم ظهر البعير ، طبعا الحديث هنا عن الزواج بالانترنت ولا غيره ، المهم الصبية في نهاية الأمر حسمت الأمر وصرفت النظر عن صاحبنا العريس غير انه ظل يطاردها حتى أفلتت منه ، تقول البنت الحالمة بالقفص الذهبي ان العريس العربي كان ضمن مجموعة من الشباب تعرفت عليهم في ( الفيس ) معظمهم سودانيون واكتشفت ان العريس العربي يختلف عن الشباب السودانيين في ان لسانه حلو مثل السكر ويسمعها ما لذ وطاب من الكلام كما انه يحمل فكرا ناضجا ، لكن السؤال هنا هل يا جماعة الخير ان الزيجات الالكترونية يمكن ان تحل بدلا عن الزواج التقليدي ودخول العريس من الباب ؟ ، إنه سؤال شائك في زمن انتشرت فيه وسائل الزواج وتعددت مسمياته من مسيار إلى تسفار إلى زواج الصيف وزواج الربيع وزواج البوي فر ند ، في الراهن نجد أن الكثير من المحطات الفضائيةحلت محل الخاطبة ، وأصبحت مسألة توفيق رأسين في الحلال أسهل من شربة ( الموية) ،ويكفي ان يرسل الراغب أو الراغبة في الزواج بياناته ، و من ثم الانتظار فإذا غمزت السنارة ووجد العريس أو العروسة الشريك المناسب ، تقام الأفراح والليالي الملاح ،ورغم أن الزواج الفضائي والالكتروني آلية لقطع دابر العنوسة المتفشية في الكثير من المجتمعات العربية غير ان هناك ضحايا كثيرين وقعوا في فخ النصب ولعنوا سنسفيل الانترنت والفضائيات التي تروج لمثل هذا النوع من الزيجات ، احد الأصدقاء المضربين عن الزواج استشارني في مسالة زواجه بهذه الطريقة وسقت له الكثير من الأمثال والنماذج التي تفضح مثل هذا النوع من الزيجات، غير أن صاحبي ركب رأسه الناشف وارتبط بعروس مثل فلقة القمر وبعد ثلاثة أشهر بدأت المشاكل تطل برأسها بينه وعروس الغفلة فالرجل لم يعرفها سوى لفترة قصيرة عبر الشبكة العنكبوتية ، المهم تفكرش الزواج وذهب كل منها إلى حال سبيله ، وتوته توته انتهت الحدوتة . السؤال هل الزواج الفضائي والالكتروني يمكنهما خفض نسبة العنوسة في الوطن ، أسال يا خويا هو السؤال بفلووووووووووس .