الجامعات السودانية عرفت منذ الاستقلال كمنابر للعمل السياسي وأفرزت العديد من القيادات السياسية التي تقود البلاد الآن، وكل ذلك يتم عبر الندوات واللقاءات المفتوحة وما يعرف وسط الطلاب بأركان النقاش وأشهرها أركان نقاش جامعة الخرطوم «الميني رود»، وساحة النشاط بجامعة النيلين.. وما بين النشاط الطلابي السياسي والتحصيل الأكاديمي ثمة جدال حول فائدة هذه الأركان النقاشية للطلاب.. «آخر لحظة» حملت أوراقها إلى الجامعات لترمي حجراً وتحرك ساكناً.. فكانت هذه الإفادات: ü الطالبة انتصار مصري- الجامعة الإسلامية- قالت: أركان النقاش تفتح أذهان الطلاب سياسياً وتجعلهم أكثر وعياً للقضايا الوطنية رغم أنها في بعض الأحيان تخرج عن السيطرة وتطغى عليها العصبية والعنصرية وأنا ضد ذلك تماماً لسببين: العنف المصاحب للأركان يجعل بعض الطلاب متخوفين من إبداء الآراء، والبعض الآخر لا يحب أن يصنف لأي حزب. ü الطالبة تسابيح- جامعة الأزهري- قالت: أركان النقاش فيها مساحات للرأي الحر وزمنها غير متضارب مع المحاضرات والطالب يمكنه تقسيم وقته ما بين الأكاديمي والنشاطات الأخرى.. فقط نحتاج إلى مزيد من الوعي واحترام الآخر في النقاش ليستفيد الجميع. ü محمد الشامي- الجامعة الإسلامية- حدثنا قائلاً: هي مرحلة مهمة في تكوين شخصية الطالب سواء كان شاباً أو شابة، فأركان النقاش يتعلم منها الإنسان المواجهة والنقاش المباشر ولا أحبذ فيها العنف والعنف المضاد، وأعتقد أنه أسلوب الفاشلين بطرح قضاياهم! ü سلافة- إعلام النيلين- أركان النقاش من ناحية المفهوم والفكرة جيدة لكن التنفيذ والأسلوب دائماً ما ينتهي بمعركة.. فنحن محتاجون لفهم أكثر للفكرة حتى نخرج بفائدة كبيرة، وأعتقد أن الأجندة الخاصة تفسد فكرة الأركان، فلا بأس من طرح الأفكار والرؤى لكن لابد من قبول الآخر، فحالة التعارض مع الأكاديميات يمكن حلها بتغيير زمن النقاش وتحديده مسبقاً. وتبقى أركان النقاش جزءاً أصيلاً داخل أسوار الجامعات وممارسة للنشاط الطلابي للفهم والإدراك والوعي بقضايا الوطن.. ولكن في إطار الحوار الراقي دون عنف ونبذ للآخر.