دعوني أركب موجة الرومانسية ، قال رومانسية قال ، اكتب عن امرأة انتظرها على أرصفة الزمن ، ارمي أحزاني على هضبة صمتها الأسر , ألوك أرغفة الصمت والترقب وحيدا مثل بحار سيء الحظ خذله البحر ونامت في سجلاته بقايا الملح ورائحة الطحالب ، يوميا أقف على شرفة أيامك أتأمل أطيافك المستغرقة في الشفافية ، أبحر وحيدا يا سيدة العمر ، بدونك تهرج طواحين الأسى في فضاءات حياتي ، معك أنسى عذابات العمر ، أغلق نافذة النهارات الجريحة ، احدث عنك أقمار هاربة من رياح أمشير ، أقول وأمري إلى الله إن الحزن يطاردني فاركض تجاه واحاتك فافتحي بستان أحضانك واستقبلي مواكبي النازفة من جراح السنين ، كنت بالأمس وحيدا إلا من أطيافك أدندن أغنية قديمة لسيد الغناء الراحل مصطفى سيد احمد : يمكن طيوفك أخريات الليل تمر تملا البراحات للحزين طول العمر مانحنا بينا الأمنيات والتضحية بينا المعزات والعذابات في الحياة بينا الهوى إخلاص على قلب انكوى وكلام قديم قلناه آخر الليل سوا انه راح نتلاقى لو طال النوى لكن كلامنا الكان وكان خايف يكون شالوا الهوا هذه الأغنية النازفة من الجرح تمثل جزءا من سنوات انصرمت من العمر الجميل ، عشتها ببوحها الآسر بصوت المغني وهو يدندن على تقاسيم الوتر في منزل يطل على برحه ترابية في الديوم الشرقية ، وتر جريح حد الإفراط ، عفوا سيدتي هذه الليلة يدعوني الهم لدخول عتباته وسراديبه المعتمة ، يرميني للبرد والصقيع ، ولا أجد ما أبدد به طقوس الخوف سوى الهتاف باسمك نعم اسمك ، هذه الليلة أجلس حزينا على مقهى الصمت أرسم لوحة على مسدار أيامي الممهورة بختم الألم ، أسأل عنك يا من تجلسين على بوابة القلب يا من تملكين زمام أيامي لك وحدك كل العمر بأحزانه وأفراحه ، بدونك يعبر قطار الحلم ويخاصمني الفرح بدونك تنتحب خطواتي في طرقات العمر كعصفور بلله المطر وآآآآآه من المطر ، على ذكر المطر ، أهيم مع أغنية مطلعها الدنيا ليل غربة ومطر ، أحاول أن أرسم وجهك نافذة من الضوء في زخات المطر ، فتخذلني الريشة فأمد إليك غصون اشتياقي ، ولكن احصد الخواء واركض وحدي مثل الشبح الكاريكاتوري الهارب من الظلال ، أصبح يا سيدتي مثل شجرة حراز عتيقة تستجدي في الصحراء ، صحراء تغيب فيها أنفاس الطير ، و يصبح لهاثي هو سيد الموقف ، تعالي ظللي أيامي بغيمة من العطر ، تعالي فانا احتاجك ، أخاف من الوحدة والصمت ، أشعر بغصة البكاء حينما يمشي الصمت في مفاصلي ، تعالي فالموج بانتظارنا لنبحر معا ، نغنى أغنية للنوارس الكحلية ، فلا غناء دونك ولا همس غير همسك ، وبدونك يصبح السهر ضيفا على مائدة أحزاني ، على فكرة هذه تخاريف رجل يبحث عن حلم مستحيل حلم مثل بوح جريح ولكنه على أية حال حلم والسلام وربنا يحقق السلام في السودان