ليس هناك شك في أن شهادتي في الزميلة العزيزة أم وضاح مجروحة، ولذلك ظللت طوال الفترات السابقة أتجنب الحديث عن برنامجها الناجح جداً (رفع الستار) على فضائية الخرطوم ولكنها دفعتني لأن أرفع لها القبعات تمجيداً وتهليلاً لشجاعتها وطرحها القوي والجريء بفرض سيطرتها كاملة على برنامجها لإيصال رسالتها للمشاهد بكل شفافية ووضوح بأسلوب تفتقده مذيعات زمن الغفلة عديمات الموهبة والثقافة المتميزات في آخر صيحات الموضة، فقد أضافت أم وضاح الشجاعة التلفزيونية المفقودة عند مذيعاتنا، فقد أدهشتني وأنا أشاهد حلقة الأسبوع الماضي والتي استضافت فيها عدداً من المهتمين لمناقشة قانون مجلس المهن الموسيقية والمسرحية من بينهم الحبيب هيثم كابو، وتفاجأت بأن أحد المقاعد في الاستوديو فارغ، واندهشت لمقدمة أم وضاح عن سر المقعد الفارغ وأصبت بصدمة كبيرة بعدما علمت بأن المقعد الفارغ يخص د. محمد سيف ممثل مجلس المهن الذي وصل الاستوديو، وعندما شاهد هيثم كابو معه في الحلقة (هرب) ورفض التسجيل بحجج واهية انتقصت منه الكثير، وحسناً فعلت أم الشجاعة أم وضاح وهي تعريه للجميع لتبين مدى ضعف وهزالة بعض أعضاء مجلس المهن الموسيقية والمسرحية وعدم قدرتهم على عكس قانون المجلس عبر الأجهزة الإعلامية دعك من تنفيذها على أرض الواقع، وأقول هذا الكلام لأن د. محمد سيف لم يحل ضيفاً على البرنامج من أجل نجوميته في المجتمع وإنما جاء بديلاً للأمين العام للمجلس د. عبد القادر سالم لظروف سفره، فقد تعشم د. عبد القادر سالم في محمد سيف خيراً بقدرته على توصيل رسالة المجلس ولكن أي رسالة يستطيع أن يوصلها (الهارب) من المواجهة محمد سيف؟.. فماذا كان فاعلاً لو كانت الحلقة مناظرة بينه وبين البعبع هيثم كابو!!.. ولا أدري لماذا تذكرت فجأة حديث الفنان الساخر كمال ترباس عندما قال «دكاترة الغناء ديل حقنة ما بعرفوا يدوها».. وكمان يا ترباس حلقة ما بعرفوا يغطوها!!.. كويس لو جاء كابو نجوم الغد دي عوجه عديل.. يعني تاني تعليقاتك دي إلا تقولها لطلاب كلية الموسيقى والدراما المتردية والمتهالكة المباني التي تتقلد عمادتها يا محمد سيف في ظل وجود موسيقيين يفوقونك بسنوات ضوئية!! ولذلك ننتظر من قيادات مجلس المهن الموسيقية والمسرحية محاسبة د. محمد سيف على هذا الفعل المخزي والمحبط والمسيء للمجلس، وعدم إتاحة الفرصة له مجدداً للحديث عن المجلس في الأجهزة الإعلامية.. ولكن الأهم من كل ذلك نرفع القبعات مجدداً للعزيزة أم وضاح التي قدمت درساً مجانياً لمذيعات ومذيعين الهنا في طريقة الأداء وقوة وشجاعة الطرح، وأثبتت بذلك أن الصحفيين هم الأعلى كعباً في الإعداد والتقديم البرامجي، فلك التحية والثناء والاحترام العزيزة تربيع أم وضاح. حاجة أخيرة: افتقدنا صفحة (أوراق الورد) بالزميلة الغراء الصحافة لمحررها الأستاذ طارق شريف، والتي تعتبر من أجمل الإشراقات في الصفحات الفنية ونترقبها بشوق الأسبوع القادم.