د. محمد عوض البارودي رجل مثقف ومفكر ومهذب، هذه حقائق.. وما كتبته عن مطالبتي له بالاستقالة الأيام الماضية ليس قدحاً في قدراته التي كتبت عنها مادحاً يوم تعيينه، ولكنها مطالبة العارف بالظروف التي يعمل فيها الباردوي والتي تعوق انطلاقته، فهو يعلم أنني من الذين يودون أن يرونه من نجاح إلى آخر، من العارفين أنه مكبل بتداخلات وتعقيدات لن تجعله ينطلق كوزير للثقافة والإعلام بالخرطوم في ظل هذه الظروف.. إنه القادم من لندن بفهم مختلف.. ومن صحيفة يديرها بنفسه إلى وزارة لا يتم فيها تعيين الساعي إلا بإذن من أعلى منه.. وزارة تفرق دمها بين الهيئات.. وزارة لا تملك مقراً خاصاً بها وتستأجر منزلاً لها في أقاصي الخرطوم الممتلئة في وسطها ببيوت ومقار الحكومة.. وزارة في ذيل قائمة الاهتمامات الحكومية.. فعندما أطالبه بالاستقالة لا أقلل من قدراته.. ولكنني أريده ألا يشغل كل وقته بممارسة دور الحاوي لإنجاز شيء واحد ومطلوبة منه جماهيرياً أشياء كثيرة جداً لن يفعلها في ظل الظروف القائمة. الفرق بين نسرين النمر ومونيكا إعلانات، أن الأولى ذهبت من الصحافة المقروءة إلى الصحافة المرئية، ذهبت بذهنية المجال واهتمت بتوجيهات الجنرال حسن فضل المولى والمبدع الشفيع عبد العزيز فطورت من قدراتها يوماً بعد يوم... حلقة بعد حلقة حتى صارت من أميز مقدمي برامج القناة من حيث الحضور والثبات وتلقائية الحوار، أما مونيكا إعلانات فقد عملت بمبدأ (كله عند العرب صابون)، قافزة من فقرات الدعاية إلى مسرح الغناء بمنطق (مافيش حد أحسن من حد)، بينما الذي يستمع إليها لا يجد (أحسن).. ولا يجد (أحد) يمكن أن يضاف لقائمة المغنين... فلا صوت ولا قدرات تطريبية ولا ولا ولا كله (مافيش). استطلاعاتنا تقول إن أكثر القنوات الفضائية متابعة من الجمهور هي النيل الأزرق، وتليها الشروق.. وأكثر الإذاعات البيت السوداني والرياضية 104 وهكذا ستؤكد الاستبيانات التي ستجرى بعد أيام بمناسبة انتهاء العام. شكراً الأستاذة أم وضاح وأنت تكتبين عني مشيدة في بابك المقروء بالزميلة الأهرام (عز الكلام)، تحت عنوان كلمة عزيزة.. شكراً إنها شهادة أسعدتني، فأنا من القراء المداومين على مطالعة عز الكلام لإمرأة تكتب بشكل مختلف، وطعم مختلف مما جعلها تلمع بسرعة في سماء الصحافة.. إنها المقدرات التي لا تحتاج إلى واسطة لتصعد بها إلى أعلى.. فشكراً أم وضاح.. شكراً جزيلاً على جزالة المفردات وأناقة العبارات في زمان العك الصحفي. ما يكتب في النت عن المذيع الكبير عمر الجزلي، فيه ظلم كبير للرجل وكثيرون لو كانوا مكانه لانهزموا نفسياً، لكنه الجزلي الجبل الذي لا تهده ريح.. الجزلي الصامد في كل الظروف ومع كل المعطيات مؤمناً برسالته التي تجعله لا يلتفت لمن يرمونه بالحجارة من الخلف وهو يمضي للأمام.. يمضي بكاريزما المذيع الأخباري المميز.. وبروح مقدم البرامج التوثيقية الذي يصر فيها على الاستمرار في دوره دون الالتفات للمعوقين نفسياً.. الذين لا يعجبهم العجب .. أعانك الله أخي الجزلي.. فالكبار دائماً هم الذين يكونون مثل النخيل مرتفعين يرمونهم بالحجارة، فيرموننا بأطيب الثمر. المخرج عماد الدين إبراهيم صاحب التجارب المميزة (بيت بت المنى بت مساعد).. و(ضرة واحدة لا تكفي).. و(عنبر المجنونات).. و.. و.. وغيره من العطاء المميز.. أين هذا الرجل من المسرح.. فهو وحده الذي بإمكانه أن يحرك الجمود، والدليل أنه عندما سرقته دواوين الدولة (إدارياً)، وغاب مسرحياً افتقدنا المواسم المسرحية التي كان يقيمها العماد، افتقدنا الحياة في المسرح.. فهل فشل عماد في أن يكون إدارياً ومبدعاً ونحن نريده مبدعاً في بلد ممتلئة بالإداريين.. والإداري فيها لا يحتاج إلى مواصفات هكذا يقول الواقع، أما الإبداع الحقيقي فأصحابه قلة في المسرح، وفي مقدمتهم عماد الدين إبراهيم الذي عليه أن يراجع أوراقه ليعيدنا إلى زمان الألق المسرحي. بعد (أنت المهم) ما نزال ننتظر الصوت الذهبي كمال ترباس في عمل جديد من صوت شعري جديد.. ومن ملحن يعرف كيف يقدم لنا الجديد على طبق الذهب ترباس.. في زمان غياب الجديد الكبير. لا أعرف إذا كان قد خلف التجاني حاج موسى على إدارة المصنفات الاتحادية شخص آخر أم ما تزال شاغرة.. فمنذ رحيل التجاني لا نزال نحس بالفراغ!.