لولا ملاحظة الأخ الكريم السموأل خلف الله وزير الثقافة بل شعلة الثقافة المضيئة في سماء الوطن، لما كتبت هذه السطور، فقد أتاحت لي الظروف في الآونة الأخيرة أن أشهد لقاء صحفياً كشف الكثير عن المشاريع الثقافية اللمَّاحة، غير المسبوقة، التي يقودها الوزير الشاب المعطاء السموأل خلف الله، ومن ذلك حديثه الواعد عن مهرجان المسرح، والذي تخطط له كوكبة من المهتمين بهذا الحدث الثقافي الكبير تحت قيادة الأخ الوزير وأركان حربه الأوفياء، سدد الله خطاهم ووفقهم لكل خير لهذا الوطن العظيم، فليس هناك من هو قادر على لحمة سداه مثل الثقافة، وليس هناك من هم أقدر على توحيده مثل المبدعين، والأدباء، والكُتَّاب والشعراء، ورواد المسرح، وعندما كان السيد الوزير المتمكن يتحدث.. طاف بذهني رواد المسرح في السودان من لدن ابراهيم العبادي رائد المسرح الشعري في «المك نمر»، وخليفة في مسرحه الشعري خالد أبوالروس، «خراب سوبا»، ثم الدور الفاعل في المسرح المثقف العربي والمعرب الذي قادته فرقة السودان للتمثيل والموسيقى بقيادة وريادة رائدها الكبير أستاذ الأجيال الأستاذ ميسرة السراج- أمد الله في أيامه- وانداحت أمامي صور أبطال المرحلة.. ميسرة السراج، ومحمود الصباغ، وأحمد عثمان عيسى، والسر أحمد قدور، واسماعيل خورشيد، وعثمان حميدة، وحسن عبدالمجيد، وعبد الوهاب الجعفري، وأبوالعباس محمد طاهر، وعبد الرحمن قريب الله، والطاهر شبيكة، وحمدنا الله عبد القادر، ومن رافقهم في الإخراج، والديكور، والمؤثرات المسرحية والصوتية، اللورد عثمان علي حسن، وسليمان داؤود، وأحمد قباني، ومحمد سرور، والقائمة تطول.. ودار الحديث عن التأليف المسرحي، وهنا يجب القول إن الذين تميزوا فيه قلة قليلة جداً بين هذه الكوكبة الكبيرة، وأول المتميزين في هذا المجال الكاتب المسرحي- وهذا مجاله الأول- والممثل الكبير الذي طغت على شهرته ابداعاته الشعرية وبرامجه العبقرية الفذة «أغاني وأغاني» وغيرها.. الكاتب الشاعر السر أحمد قدور، فهو أكثر معاصريه كتابةً في مجال المسرح، بل وطباعة ونشر أعماله، بعد تقديمها على خشبة المسرح للتوثيق، ومن أهم مؤلفاته ومسرحياته التي نشرت وقدمت على المسرح: «شهر العسل الرابع».. والتي قدمت على المسرح القومي، ونُشرت في كتاب.. و«موية الرهاب» التي أخرجها للمسرح القومي الأستاذ حسبو محمد عبد الله.. و«المسمار» التي أخرجها ابراهيم حجازي، وقدمها على مهدي منذ أعوام عديدة على مسرح قاعة الصداقة.. ومسرحية «الرجل الذي ضحك أخيراً»، التي قدمت على المسرح ونُشرت في كتاب بالقاهرة والخرطوم في آن معاً.. وآخر مسرحياته هي مسرحية «ثلاثية الليالي السعيدة»، والتي تم نشرها في إطار مناشط الخرطوم عاصمة للثقافة العربية، والتي كتبها خصيصاً لاحتفالية الخرطوم عاصمة للثقافة العربية عام 2005م، وهي مكونة من ثلاثة فصول، كل فصل عمل مسرحي قائم بذاته. أتمنى من القائمين بالمسرح والاحتفالية والتكريم ألاَّ يكونوا قد نسوا أستاذهم السر أحمد قدور.. وتلاميذه وزملاؤه في هذا المجال كثيرون جداً، بل أعتقد أنهم في طليعة هذا الاحتفال، وأخص منهم من تلاميذه المقربين الأساتذة علي مهدي- ومكي سنادة- والهادي صديق- وحسبو محمد عبد الله- وعبد الواحد عبد الله- وعبد الرحمن الشبلي- وكلهم يعرفون الأستاذ وما قدم للمسرح والوطن في هذا المجال.