القرار الذي اصدرته لجنة المنتخبات الوطنية كتب بأيادي راجفة، وصيغ بجهل كبير أكد حقيقة المأساة التي تعيشها كرة القدم السودانية بفضل القائمين على أمرها! تخلف أحمد الباشا..لاعب المنتخب الوطني عن مرافقة المنتخب إلى غينيا والجابون، وكان محور تخلف اللاعب خلاف بينه وبين مدرب المنتخب الوطني..فما دخل المريخ الذي ينتسب إليه اللاعب في المقام الثاني! والحقيقة المجردة، هي أن لاعب الكرة في الأصل هو لاعب المنتخب الوطني في المقام الأول، ومن ثم يمارس مهنته مع ناديه، لذا يجب أن تنحصر كل ألتزاماته ومسؤولياته مع المنتخب ومن ثم النادي! لم يتدخل نادي المريخ في أمر الباشا، ولم يطلب منه التخلف عن مرافقة المنتخب الوطني لشأن يخص نادي المريخ، بل العكس تماما فقد سعى رئيس نادي المريخ سعيا جادا من أجل حلحلة الأزمة بين اللاعب والمدرب وإلحاقه بالبعثة. ولكن عبر قرار لجنة المنتخبات الوطنية عن المأساة الأدارية بمعمق، وهو ما يؤكد لنا دائما أن الأشخاص الذين يديرون شأن كرة القدم بالسودان لا علاقة لهم بالأدارة من قريب أو بعيد، وانهم كوادر ذات قدرات محدودة جدا. ولندلل على ضعف قدرتهم على قراءة الواقع الأداري والتأثيرات ..نشير فقط إلى التوقيت الذي صدرت فيه عقوبة لجنة المنتخبات الوطنية بحق الباشا، دعك من محاكمته وفقا للوائح العامة لغياب لائحة للمنتخبات الوطنية! في الوقت الذي يجب ان يعمل فيه مجلس إدارة الأتحاد، وخاصة لجنة المنتخبات الوطنية على تهيأة أفضل الظروف للمنتخب الوطني الذي يستعد بعد أيام قليلة لخوض لقاء كبير وخطير أمام أفيال ساحل العاج! وقد تيقن الجميع بعد أن أرجأت اللجنة قرارها في أعقاب سماع إفادات الباشا، إلى أن القرار لن يخرج إلا بعد نهاية فعاليات بطولة الأمم الأفريقية ومعرفة مصير صقور الجديان! وقد وصف البعض القرار بأنه إحكام لصوت العقل، ومادروا أن العقل الإداري معطل هناك تماما، وان ثمة عواطف، وبعض تركيبات مزاجية تلعب دورها في إتخاذ القرارات من قبل أدعياء ليس إلا! ولكن لجنة المنتخبات الوطنية أنقضت على كل شئ وخرجت بقرار راجف بحق المريخ وليس أحمد الباشا الذي لن يتضرر من شئ ، بل المريخ هو المتضرر الأول من حرمانه من جهود لاعبه الأساسي في إستهلالية منافسة يريد المحافظة على لقبها منذ البداية! وقد وضعت اللجنة بقرارها المجحف ذاك، الأتحاد والموسم بأسره في مواجهة المريخ الذي نحسب أن موقفه سيكون مغايرا لما يتوقعه قادة الأتحاد العام، خاصة في ظل الضغوط الجماهيرية والأعلامية على مجلس المريخ المطالب الآن بالوقوف بوجه العقوبة القاسية! في نقاط إعتذار عصام الحضري لرئيس المريخ وجماهيره وأعلامه إعتذار الغرض منه الخروج من القلعة الحمراء ليس إلا ! الحضري تحت رحمة المريخ، ومالم يقر بإستلامه كافة حقوقه المالية كتابة يجب أن يبقى (لحين سداد) دين المريخ عليه! أما عودته للعب مرة أخرى ..فهو أمر مرفوض مرفوض مرفوض!