سمعت كغيري بالإضراب الذي حدث في مستشفى الخرطوم قسم غسيل الكُلى.. وعرفت أن سببه الرئيسي تأخير مرتبات (السسترات والممرضين) الذين يعملون داخل ذاك القسم على ورديات أثناء اليوم.. ونحمد الله أن هذا الإضراب لم يستمر طويلاً.. لأن الموضوع حل في ساعته بإعطائهم أجورهم المتأخرة.. وأظن أن مثل هؤلاء لا يجب أن تؤخر مرتباتهم وهم يجلسون في أماكن حساسة تمس صحة الإنسان وعافيته.. تحدثت عن هذا الموضوع بعد أن جاءتني إحدى السيدات وهي تشكو لي مرض زوجها.. حيث إن عدو الإنسان الأول هو المرض.. فهو عاجز كما يقولون.. وأسوأ ما في المرض أن يصاحبه فقر.. يجعلك تحتاج للآخرين.. أعطوك أو منعوك.. جاءتني وهي تحمل هموم الدنيا وما فيها.. قسماتها تحمل الطيبة والرهق والقلق والخوف من المجهول.. قالت لي إن زوجي يعاني مرض (الفشل الكلوي) ويحتاج لزراعة كلية في أسرع وقت.. ونحن نذهب إلى الغسيل مرتين في الأسبوع.. ولكنه تعدى مرحلة الغسيل إلى مرحلة الزراعة.. وكنا قد لجأنا لبعض الأقارب والأهل حتى يتبرعوا له.. ولكن كل المحاولات باءت بالفشل.. واستدعى الأمر أن يسافر إلى إحدى الدول العربية لكي يزرعوا له الكلية. ونحن نداوم على الغسيل منذ فترة ليست بالقصيرة وصرفنا كل ما نملك على علاجه.. وما زال أطفالنا في دور المدارس ويحتاجون الكثير من المنصرفات.. أنا لا عمل لي وهو (ركيزة) البيت.. لم أسمع عن خيّر إلا وذهبت له.. لم أر باباً إلا وطرقته.. كل محاولاتي باءت بالفشل.. ذهبت إلى بعض الخيرين فوجدت أن أبوابهم موصدة ومقابلتهم شبه مستحيلة.. قمنا بما معنا من مصاريف بعمل الإجراءات الأولى التي يحتاجها في سفره إلى الخارج.. ولكن كما يقولون انقطعنا وأصبحنا في منتصف الطريق ولا نستطيع أن نقف أو نستمر.. وأصبح زوجي لا يستطيع أن يفي بالتزام عمله ويتعب من أقل مجهود.. هو سترنا في هذه الدنيا بعد الله سبحانه وتعالى. قالت لي في استحياء أريد أن يساعدني أهل الخير في سفر زوجي إلى الخارج. وأنا من هنا أناشد كل من في قلبه رحمة.. وكل من يملك المساعدة أن يساعد هذه السيدة الكريمة.. فهي من أٍسرة كريمة ولكن الحاجة دفعتها لطرق هذا السبيل لعلها تجد من يأخذ بيدها ويقيل عثرتها. الأوراق بطرفي والتليفون.. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.