تكلم الكثيرون وأزبدوا وهم إنتظار لحلول جذرية وسريعة لمشكلة طفت على سطح مجتمعنا السوداني الجديد؛وهي الوجود الكثيف للأحباش في البلاد..الذين أصبحوا يمتهنون كل الوظائف- حتى في المؤسسات الحكومية - ولم اصدق عيني وأنا داخل محطة خدمة بترولية وطنية شهيرة؛من أجل تعبئة خزان سيارة صديقي بالبنزين،فوجدنا العامل أثيوبي..! - ليس في الأمر عيب أو أساءة للسودان أو شبابه..بالعكس فمنا من تغرب عن أهله؛ليعمل حتى في غسيل الصحون..ومحطات خدمة الوقود،وعديد الأعمال الشريفة،ولكن أن يتغرب -غصباً - السودانيون في ديارهم بين العطالة والإستظلال بنيمة دكان فلان،أو ست الشاي فلانة..؟!ومواطنو دولة جارة يطغون وجودا وإستئثاراً بكل الوظائف والأعمال..؟ - ذكرت أن العامل كان أثيوبياً،ولايعرف اللغة العربية أو اللهجة العامية شئياً؛فهو فقط يعرف الأرقام التي تظهر على شاشة الماكينة،وطلبنا منه أن يعطينا بنزينا ب(30) جنيهاً،وبدأت الماكينة في الدوران؛وجاءت الخمسة والعشرون؛وبعدها الثلاثون،و(صاحبنا) لازال ممسكا بال(خرطوم)،وتجاوز مؤشر الماكينة الأربعين؛و(صاحبنا) كأنه حاتم الطائي.نبهه صديقي قائلاً:يا(زول) ده شنو ده..؟ نحنا عايزين بنزين بي تلاتين..؟وكان صديقي يؤذن في مالطا..!لم يفهم (صاحبنا) من حديثنا شئ؛وبعد توقيفه تماما من قبل عامل آخر بالمحطة - سوداني الجنسية - طالبنا بدفع الزيادة البالغة إثناعشر جنيها،ورفضنا ذلك..! بحجة أننا طلبنا منه وقودا بالقيمة السابقة..؟!فحدث جذب وشد مع بعض العاملين بالمحطة؛وأفهمنا واحد منهم بأنهم لازالوا حديثي عهد بالعمل ولايعرفون العربية...؟. ونحن مازلنا في مكاننا حدثت مشكلة آخرى مع عامل (صاحبنا) آخر.. ونفس السبب..!؟ حدثت صديقي وتخيلنا كم من المشكلات حدثت قبلنا وبعد مغادرتنا للمحطة..؟ هذه المشكلة - الوجود الأجنبي غير الرسمي -تهدد مجتمعنا الصغير والكبير؛وقبيل أيام أقيمت ندوات وسمنارات عن هذا الأمر،لمناقشة أبعادها بصورة جيدة؛ووضع حلول جذرية؛غير أن الأمر لايأتي بالحديث،وأنا أعرف قاضياً تعمل في منزله خادمتان من تلك الدولة،ولا ورق أو أقامة أو أثبات بسلامة وقانونية وجودهن..؟!وكذلك وكيل نيابة ومحامي ولاعب كرة ومحافظ سابق،وغيرهم كثر..والجميع يعرف الخطأ ويتعامل معه ببساطة ودون اهتمام؛رغم الخطورة والمجازفة،وكثيرات من ربات المنازل أصبحن يتوجسن خيفة من تلك الظاهرة التي بدأت تهدد الجيل القادم - التأثر بثقافة الغير وتخلخل النسيج الإجتماعي - حسب رأي الكثيرات..! وحسب ماذكر في عدد من الندوات المختصة؛فالمهددات لاتحصى،فهؤلاء لايمرون عبر بوابات حدودية،وليس لهم سجلات أو إحصائيات دقيقة - أعتقد عدم وجود إحصائيات أساساً - ووجوب وجود ضامن يراجع من قبل إدارة شؤون الاجانب؛وضرورة فحص طبي عند طلب تأشيرة الدخول للبلاد،وحظر عمل الأجنبيات بالفنادق والكافتيريات،والاستعاضة عنهن بالعنصر الرجالي،وعدم منح تأشيرة للفتيات دون الحصول على تاشيرة مبدئية من دائرة شؤون الأجانب. لسنا ضد وجود الأجانب بدولتنا؛مادام هذا الوجود مقنناً،ومرفق بحملات لمراقبة وضبط الوجود غير الشرعي لهم ببلادنا..وغير مؤثر على توظيف شبابنا؛وفرص العمل القليلة الموجودة،والمتوفرة لهم. سمعنا عن قيام حملات الضبط،والمراقبة،ولكن زاد وجود الأجنبيات،وكأن الحملات لضبط الوجود الوطني، والمواطن صاحب البلد..؟!وتحضرني حادثة ذكرتها من قبل؛وهي عند إستمتاعي بالأجازة السنوية - حسب تسمية د.فدوي موسى صاحبة السياج - أصابني الملل من (النوم الكتير)،فخرجت عند ناصية مربعنا السكني صوب ال(دكانة) للدردشة مع الأصدقاء؛وجلسنا قرابة الساعتين،ولم اشاهد - والله على ماأقول شهيد - (بت بلد) سودانية واحدة..؟كل من يأتي لل(دكانة) هن من الأحباش،وبدأت مع أصدقائي في عدهن،وكان العدد حوالي السبعين خادمة ..؟! هل من مصدق يامؤمنين..؟ سبعون خادمة جئن للمحل في ظرف ساعتين..! فكيف يكون العدد إذا قمنا بعمل إحصائية منذ الصباح وحتى إغلاقه..؟ السياسة تحمل أحيانا في جنباتها؛رموزاً واشكالاً لانفقه فيها شيئاً، ولا أظن أن الوجود الأجنبي هذا والمحدد بدولة معينة،يدخل ضمن السياسات وحق الجوار..؟ أرجو من إدارة شؤون الأجانب تدبير حملة اعلانية بجميع الأجهزة الإعلامية،لحث المواطنين على التبليغ عن وجود الأجنبيات بمنازلهم،لمزيد من الحصر،وكذلك منع تشغيلهن دون الرجوع للدائرة؛ووضع سجل للعاملات الأجنبيات يجدد كل عام عن طريق صاحب العمل، وتكثيف الحملات بصورة إسبوعية لل(جنبات)؛عن طريق دورية تخصص لكل منطقة...فمايحدث في تلك ال(جنبات) يجعلك تنام على ال(جنب) البريحك..!والبركة في مشروع حضاري؛مغلف بصنع في الخارج؛لكنهم السودانيين الجدد.