في تناول جريء وممتع للهجرة الصحفية من الصحافة المقروءة إلى تجربة العمل التلفزيوني.. تجارب ونماذج ناجحة اضافت الكثير للمشاهد بثقافتهم .. طلال مدثر.. ونسرين النمر.. ونشأت معاوية.. يناقشون تجربتهم على حروف «آخر لحظة» ومع قرائها. طلال مدثر.. صحفي .. تجربته الصحفية.. صنعت له أرضية ثابتة.. وعن هذا الموضوع يقول ل «آخر لحظة» لا اعتبر تجربتي لممارسة العمل التلفزيوني بعد الصحفي هي نوعا من الهجرة أو الاغتراب بقدر ما هي نوع من أنواع التواصل بشكل مختلف من أشكال الميديا نفسها.. والصحافة الورقية مهمة جداً كمخزون معرفي وثقافي.. فالذي يبدأ العمل التلفزيوني مباشرة قد تواجهه صعوبات تتعلق بالمعلومة والثقافة العامة.. فهي جيدة كأرضية ثابتة للمذيع. العمود الصحفي يتيح لك التعبير عن رأيك بحرية، في حين أن العمل التلفزيوني.. أو كمقدم برامج أنت غير مطالب باقحام رأيك الشخصي في الموضوع ولابد من الحياد.. هذا حسب تجربتي مع المحطة الوسطى، ولكن أحياناً يغلب علينا الطابع الصحفي إذا مسَّ الموضوع المطروح وتر إنسانيا.. لكن الميديا المباشرة لها تأثير مختلف ووقع مختلف على الناس، ورد الفعل يكون مباشراً.. وهذا غير متاح في الصحافة الورقية.. فلغة الجسد بين المشاهد والمذيع تفك رموز الدهشة.. وتقرب الموضوع أكثر منها للصحافة الورقية..ورغم هذا لديَّ حنين لكتابة العمود.. وربما أعاود الكتابة من جديد.. قريباً. النجومية والشهرة ليستا هاجسي، وشخصياً اعتبر أن الشروق مؤسسة قائمة على منهجية ونظام يمكن أن يوصلك للنجومية والشهرة التي تطمع إليها أي نفس بشرية. والمكان الذي أطمع وأطمح في أن أكون فيه هو قلوب الناس، وأن أوصل صوتهم للمسؤولين واحاكمهم باسمائهم لأنهم يستحقون أكثر مما يعيشون فيه.. وأيضاً أنا لا أعتقد أنني استطيع أن أدفع ضريبة النجومية فهي صعبة جداً عليَّ. إن تناول مثل هذه التجارب مهم جداً للجيل القادم لممارسة العمل الإعلامي، بحيث أنه يبدأ من حيث انتهى جيلنا الصحفي، وجميل جداً من (آخر لحظة) أهتمامها بالإعلاميين.. للتواصل مع قراء (آخر لحظة) المميزين. نشأت الإمام يقول ل (آخر لحظة) : الصحافة والتلفزيون بالنسبة لي وجهان لعملة واحدة، والتلفزيون اعتبره نافذة جديدة للاطلالة لأنني مازلت صحفياً.. وتقريباً لا يوجد فرق كبير، وهي ليست تجربة جديدة بل أشهر الصحفيين حول العالم اتجهوا إلى التلفزيون، وأكثر معدي البرامج التلفزيونية في الأساس صحفيون. الصحافة هي التي مهدت لي الطريق للتلفزيون، وهو أكثر وأوسع انتشاراً.. وأنا بتجربتي الخاصة لست مقدم برامج وحسب بل أيضاً معد، والصحافة سلحتني بالكثير وأفادتني خاصة في البرامج الحوارية.. حيث أنني أعرف كيف استخلص المعلومة.. والجرأة في الطرح.. وأنا راضٍ عن كل البرامج التي قدمتها.. من الناحية العملية أفادني التلفزيون كثيراً، فالصحافة الورقية مقارنة بالمرئية أقلَّ، لأن أكبر الصحف لا توزع أكثر من 100 ألف نسخة ولكن التلفزيون يشاهده أكثر من 30 مليون شخص.. وهذا واضح لي من التفاعلات التي تأتيني عبر الفيس.. فبرنامج بيتنا له الكثير من المشاهدين والمتفاعلين، ونحن أيضاً نضع انطباعاتهم واستفساراتهم موضع الاهتمام، ونتواصل معهم بشكل إيجابي، لأننا في الأساس ليس لدينا هدف أكبر ولا أسمى من الناس.. وأن نكون بقربهم. مؤخراً إتجهت إلى البرامج الرياضية وهي خطوة جديدة بالنسبة لي.. وهنالك عروض من محطات تلفزيونية محلية.. ولكني ارتبط بالتلفزيون القومي وخاصة «برنامج بيتنا» لديَّ معه انتماء خاص وكيمياء لا يمكنني أن اتنازل عنه بسهولة.. وهنالك بعض الأفكار الجديد.. وغالباً ما تكون خارج السودان.