ü اليوم سأكتب عن عالم جميل ممتلئ بكثير من الإشراقات و الضياء. عالم مترع بالبهاء و الضياء و النور ... وقبل أن أكتب يجب أن أقدم كثيراً من الاعتذار لعدم حضوري المؤتمر الصحفي الذي أقامته اللجنة المنظمة لفعاليات جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي.. لا أعرف ما الذي دهاني؟ فأنا لا أسمح بأن تفوتني أي فعالية طرفها الطيب صالح. مثل تلك الليلة الشتوية التي رأيته فيها «face to face» لأول مرة في تلك القاعة بدار الجالية السودانية بصنعاء في بداية التسعينات، لقد سألته ثلاثة أسئلة دفعة واحدة!! وأجاب عليها جميعاً وخرجت منتشياً وأنا اتخيل شارع «الزبيري» كأحد أزقة القرى السودانية والأشجار التي أمامي هي نخيل قرية ود حامد!! خرجت مرتاحاً وبعض من زمهرير الغربة قد خفت حدته..! ü في إحدى المرات و أنا في اليمن دخل عليّ في البيت أحد الضيوف من الأشقاء العرب وفي مكتبتي وجد بعض كتبه.. فقال لي هل هذا أخوك - الطيب صالح - عبد العظيم صالح؟! ضحكت وقلت له نعم!! فهو نعم الأخ!! فهو «أخو كل السودانيين» ورب أخ لك لم تلده أمك!! ü في الكتاب الذي صدر في عام رحيله وجُمع فيه الكثير من المقالات التي كتبت عنه كانت سعادتي أن أجد أحد مقالاتي التي كتبتها عنه ضمن هذه الإصدارات!! üالآن تتعطر الخرطوم بفعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي في دورة جديدة هي امتداد للأولى في عمل «نبيل» يشبه الطيب صالح في حبه وعشقه للسودان.. والجائزة هي رمز للوفاء لهذا الأديب السوداني الذي خلد اسم وطنه في سماء الفكر والإبداع ومساهمة في إعلاء شأن السودان ثقافياً وربطه بحركة الإبداع العربية والاعلامية! ü الآن الجائزة تخطو خطوات واثقة وبرعاية كريمة من زين ومن أمانتها العامة التي تعمل بتجرد وفي هدوء متقن من خلال لجان التحكيم واستقبال الأعمال المتنافسة في مجالات القصة القصيرة والرواية والنقد الأجنبي والندوات والفعاليات والبرامج المصاحبة لليالي الجائزة.. وهي خطوات من شأنها أن تجعل هذه المسابقة تحتل مكانة مرموقة بين المسابقات الأدبية لأنها تحمل اسم «عبقري» الرواية العربية والعالمية الطيب صالح! ü إنه عالم جميل.. «عالم الطيب صالح» وليالي مسابقات جوائزه التي يهيم بها النيل هذه الأيام فرحاً ويتمايل النخيل جواره طرباً وعشقاً لكل ما هو بديع وجميل وفنّان !!