تناغمت اصوات الطبيعة وتداعت في سمفونية رائعة حفتها الطبيعة الخضراء و صوت عصارة السمسم وهى تدور وصريرها يعلو وينخفض تارة متسقا مع رغاء الجمل واصوات العمال يستحثون بعضهم لمتابعة العمل الشاق تحت ظل الهجير ، وبعض رغوة تكاد تتدفق من إناء العصارة الخشبي وتكتمل روعة المشهد بتلك العصابه الموضوعة بإحكام على عيون الجمل اثناء دورانه مظهرة دراية وحنكة من يقوم بالمهمة وإطلاعه، وهناك على جانب المكان بقايا السمسم والتي تكون بمثابة (أمباز) للبهائم بحسب تعبير حيدوب محمد احمد الخبير في مجال العصارة ويقول حيدوب وهو من منطقة شمال كردفان و يعصر لمدة ساعة الى ساعة وربع بأن عصر السمسم بالعود ونحن نسميه العصاره وهو صناعة بلدية سودانية مية المية يتم عصر الزيت وتعبئته في عبوات للزبائن ويباع بالرطل وتتفاوت الأسعار كان في السابق سبعة الآن الرطل ثمانية جنيهات وذلك للإرتفاع الشديد في سعر قنطار السمسم الذي وصل الى المائتين وثمانين جنيه، ونحن في اليوم نعصر مابين قنطار الى القنطار والنصف بحسب الزبائن والسوق وله زبائن ويعلق بحماسة نعم لدينا زبائن وهم يطلبون السمسم ومرغوب حيث يستخدمونه كعلاج كل بحسب وصفته سواء مع القرض او مع الكمون وغيرها ، وحول علاقتهم بالمحلية يقول انا مجرد عامل وارى انها جيدة، وبإعتزاز كبير يقول تعتبر منطقة شمال كردفان هى الأساس في مجال صناعة العصارة في السودان.وحول اللون الأخضر والطعم المتغير والذي يلاحظه الذواقة في مجال زيت السمسم يعتبر حيدوب ان الزيت الذي يتميز بلونه الأخضر يأتي من السمسم الأبيض الخضرة منه وهو من المصاتع ويوضح الطعم المر ناتج عن عصره بالصفق حيث ان الماكينات الكبيرة تقوم بالعصارة ويواصل مثل هذا السمسم عندنا لايعمل زيت ، ولأن الكثير من زبائنه يحبون الطعم الأصيل ينفي وضع اي مواد تسهم في اعطاء نكهة السمسم الصافي المميزة. وحاورنا زميله ياسر آدم سليمان اثناء قيامه بإستخراج الزيت الصافي وإطعام الجمل من بقايا عصارة السمسم ويقول الشغلانيه دي عندنا بالوراثة ونحن اسرة الشايب من منطقة غبيش بكردفان ويكشف القليل من اسرار المهنة التي توارثها عن اجداده ويقول نضع القليل من الماء لفصل الأمباز من الزيت بعدها يتم إستخراج الزيت كمرحلة اولى ثم بعدها يتم إخراج الأمباز الذي يتم تجفيفه واشار الى قلة وجود العصارات في المنطقة حيث في منطقة الحاج يوسف وحدها ثلاثه فقط وتكاد تنعدم في المناطق الأخرى. ويقول اصعب مافي الأمر عملية العصرو التي تحتاج الى المتابعة و الدقة، وبخبرة يقول السمسم المعصوروالمضغوط بالعود هو الأفضل لاوجود لمواد او طعم صدأ ولاتوجد مضافات صناعية وحافظة. وتصادف وجود احد الزبائن وهو خبير في مجال الطب النبوي المعالج داؤود حماد محمد وحدثنا عن بعض تسميات لزيت العصارة والذي يطلق عليه السليط عند العرب ويقول هو يخرج من الجسم سبعين نوع من الأمراض من جسم الإنسان خاصة الحميات ويشير الى حمى الربع والقب وهى التي تكون متقطعة، ونجده اكثر نفعا في الشراب وينصح الفتيات والسيدات باستخدامه لأنه مفيد لبشرتهن والشعر اكثر من الكريمات يخرج القشور والبثور والدمامل والكلف ويستخدم كمسوح ويعلق بالطبع كل وصفة يتم اضافة بعض الأعشاب اليها خاصة.