الأخ العزيز مؤمن.. الغالي جداً لك مني كل الود والتقدير.. والتهنئة بالنجاح المتواصل لشمس المشارق.. كلماتك الرائعة عني وعن ما كتبت في شأن العودة إلى علم السودان الأصل زادتني وزادته قوة.. وأضفت عليه ضوءاً ساطعاً لا تخطئه عين.. احترم فيك القلم الرقيق.. والأدب الجم.. والأسلوب سهل الهضم. أخي مؤمن الرفاهية كما السعادة نسبية.. والسعادة الكنا فيها يا حليلها.. وكثيراً ما تختلط معانيها الدقيقة بصفة الثراء الفاحش حتى في اللغة الإنجليزية تثير الجدل.. مع اعتذاري لأخواني وأخواتي في الجمع.. أجد نفسي في حاجة إلى زيادة معاناتهم بكتابة الكلمتين بالإنجليزي الرفاهية affluence والثراء الفاحش Opulence ومجتمع الرفاهية affluent Society كما عرفه العالم كينيث قالبريث بعد الحرب العالمية الثانية.. هو المجتمع الذي لا تكون فيه ندرة الموارد هي الأساس والسائدة.. وتكون السلع والخدمات الوافرة في مقدور الغالبية من أفراد المجتمع. نحن هنا وبعد الحرب الأهلية الطويلة منذ 1955 وحتى 2005.. عشنا فترة من 2005 إلى 2011 من الاستقرار النسبي في كافة المجالات ومناحي الحياة تعتبر رفاهية بمقياس قالبريث بالتبرير التالي: 1- توقفت الحرب وتوقف نزيف المال والدم وحزن الأسر في مآتم الشهداء. 2- امتلأت خزينة الدولة بالعملة الحرة حتى استقر سعر الدولار في اثنين جنيه. 3- توفرت السلع واختفت الصفوف وكروت التموين. 4- انتشرت الأماكن الجميلة للبيع في البقالات ومراكز التسوق وامتلأت بالمواطن. 5- أصبح السودان ملاذاً آمناً مجزياً مادياً لهجرة غير مسبوقة وبالملايين من كل دول الجوار ودول شرق آسيا وغيرها. 6- أصبح مطار الخرطوم في حركة دائبة على مدار الساعة وتسارعت شركات الطيران وتنافست في رحلاتها من وإلى الخرطوم في رحلات ليست يومية فقط.. بل أكثر من رحلة في اليوم مثل القطرية.. الإماراتية.. الخليجية.. السعوية.. الأثيوبية والمصرية إلا التونسية. 7- انتشرت المقاهي الراقية وأماكن بيع المأكولات ورأينا المطعم السوري.. التركي.. المصري والحبشي.. والحلاق التركي والحمام المغربي. 8- زادت شركات الاتصال وأصبح في كل منزل أكثر من خمسة موبايلات وثلاث عربات.. وارتفعت العمارات السوامق والأسامي الأجنبية. ثم ضاع الأمس مني وانطوت في القلب حسرة بعد يوليو 2011.. لكن حتماً نعود للقرية الغناء.. للكوخ الموشح بالورود قريباً. أخوك مهندس مستشار / عمر البكري أبو حراز