بالرغم من التطور الكبير الذي شهدته مدينة بورتسودان على المستوى العمراني والسياحي إلا أنها تعاني من كثافة البعوض بصورة مزعجة، فيكاد لا يخلو منزل من اقتناء الناموسيات التي أصبحت من الضروريات الأساسية للأسر، كما لفت نظري عند زيارتي للمدينة مؤخراً وجود سوق شعبي يُسمى «أم دفسو» يعاني من تردي صحة البيئة حيث يفترش في هذا السوق كل شيء من أطعمة وخضروات وتوابل ويمارس فيه الذبيح «الكيري»، بجانب بيع الملابس المستعملة.. وسنحت لنا الفرصة للجلوس مع مدير عام وزارة الصحة بالبحر الأحمر الدكتور الفاتح الربيع بمعية مدير صحة البيئة بدرية محمد سيد أحمد لنطرح لهم أسئلتنا.. بدءاً دكتور الفاتح الولاية تعاني من كثافة البعوض؟ تقوم وزارة الصحة ممثلة في إدارة الطب الوقائي في صحة البيئة بالتنسيق مع محلية بورتسودان بقيام حملات منتظمة بمحلية بورتسودان لمكافحة النواقل، وفي مجال سلامة المياه بالتنسيق مع هيئة توفير المياه للتأكد من كلورة المياه وتوزيع حبوب الكلور للمناطق خارج الشبكة، وكذلك في مجال التثقيف الصحي نقوم بعمل محاضرات وعمل كبسولات عبر إذاعة البحر الأحمر لتوصيل المعلومة للمواطن. ولكن هناك حالات من الملاريا والاسهالات والدسنتاريا ؟ حالياً الولاية تشهد مشاركة جماهيرية كبرى في مجال اصحاح البيئة والصحة العامة المتمثلة في اللجان الشعبية، واتحادات المرأة، والأندية الرياضية، والشباب، وطلاب المدارس للمشاركة في حملات النظافة واصحاح البيئة بصورة عامة مما نتج عنه انخفاض العديد من الأمراض بسبب الذباب ، وانخفضت نسبة الإصابة بالملاريا من 3% إلى 4% مقارنة مع الأعوام السابقة. كما قامت الولاية بإزالة الأكشاك والزرائب ،بالإضافة للعمل الدؤوب في الشق الوبائي لعمل الصحة في نقل النفايات وكلورة المياه ورقابة الأطعمة. ما هي خطة عملكم للمرحلة القادمة؟ أنشأنا مستشفيات حديثة بالمحليات المختلفة، وعملنا على توفير اختصاصيين في مجالات الأطفال والباطنية والنساء والتوليد والجراحة، بالإضافة للأطباء العموميين والكوادر المساعدة، وكذلك مستشفى بسنكات وهيا لتقليل تحويل الحالات من المحليات لعاصمة الولاية بورتسودان. كما ستفتتح قريباً مستشفى طوكر واوسيف، و المستشفى المرجعي ببورتسودان ، كما نعمل على توطين العلاج بالداخل،وقريباً سيتم تركيب جهاز الرنين المغنطيسي بمستشفى عثمان دقنة وهنالك خطة لإنشاء مستشفىات الاسنان و الاورام،والحوادث، وبورتسودان المرجعي، وسيتم تشغيل قسم قسطرة القلب قريباً بمستشفى عثمان دقنة. علمنا أن الأطباء السودانيين يرفضون العمل خارج بورتسودان مما دفع الوزارة لتعيين اختصاصيين مصريين؟ - أولاً نحن لا نفرط في الكوادر السودانية ولكن تكدس الاختصاصيين بالمركز حقيقة، وتجربة عمل الاختصاصيين المصريين ناجحة بمستشفيات سواكن وسنكات وهيا في جميع التخصصات. أمَّا فيما يتعلق بتردي صحة البيئة في سوق «أم دفسو» تقول بدرية محمد سيد أحمد مدير صحة البيئة بالبحر الأحمر: - إن السوق يعتبر شعبياً، وتم إنشاؤه بمواد غير ثابتة حسب الوضع المادي للمواطنين، لذلك لا نستطيع تطبيق المواصفات المطلوبة، وعموماً كوادر الصحة متواجدة في السوق لعمليات المراقبة والمتابعة للعاملين، وإجراء الكشف الطبي، ومراقبة الطعام، وعمل توعية للصحة الشخصية والنظافة.