واحدة من قناعاتي أن المنتوج الفني الغنائي أو حتى الابداعي الدرامي سينمائياً كان أو مسرحياً أو تلفزيونياً، يفتقد صاحبه ملكيته الخاصة، ويصبح ملكاً للناس، طالما أنه قد خرج إلى الوجود ملامساً وجدانهم، متفاعلين معه، وحافظين له، وبالتالي أنا ضد أن يختلف مثلاً شاعر وفنان، أو ملحن وشاعر لأي سبب من أسباب الاختلاف فيمنع كل منهما الآخر من أن يردد انتاجه الفني، وبهذه القناعة كنت من أول الرافضين والمحتجين على القطيعة الفنية بين الفنانة ندى القلعة والشاعر والملحن الشاب هيثم عباس، وقلت لكليهما قبل عدة أشهر كل على حدا.. قلت لهيثم إن ما غنته ندى القلعة من أشعارك والحانك يمثل مرحلة نضج فني مهم بالنسبة لها.. وقلت له إن هذه الأغنيات لا يستطيع أن يغنيها أحد سوى ندى التي منحتها خصوصية وتميزاً في الأداء، وقلت لندى إنه لا أحد يستطيع أن ينافس هيثم عباس في مدرسة «الغناء الاجتماعي»- إن صح التعبير- وهو الذي جعل لها لونية خاصة مثل أغنية «يونس والدكيم» و«أصيلة أم ولدي» و«لوكي القرضة وامسكي فيه» وأغنيها الرائعة «سمح العلم سمح الشهادة»!! ويشهد الله أنني ما تحدثت مع هيثم إلا ووجدته يكن التقدير والعرفان لندى، وما تحدثت مع ندى إلا ووجدتها تحمل مشاعر طيبة نحو هيثم، ولمشاغل الأطراف الثلاثة بمشاكل بالدنيا- أنا وندى وهيثم- انقطع وصل النقاش بيننا حول ضرورة أن تعاد العلاقة الفنية بين هيثم وندى، إلى أن تجددت محاولاتي قبل يومين، وأنا اهاتف الأخ هيثم عباس وطلبت منه الحضور لمنزلي حتى نضع النقاط على الحروف، وبصراحة قصر عليّ الأخ هيثم الطريق بفهمه العالي ووضوحه قائلاً لي.. إنه مؤمن أن حقه الادبي هو الأهم، وفي قائمة أولوياته، وأن الماديات لا تعني عنده شيئاً، وبذات الفهم العالي والروح الطيبة تحدثت مع ندى التي اختصرت عليّ الطريق، وقالت إن ما بينها وهيثم كبير، وأن جمهورها له عليها ألف حق، وهو صاحب الحق الأصيل في هذه الأغنيات، ومن حقه عليها ألَّا تندثر أو تموت هذه الأعمال، المهم واختصاراً للحديث واحتكاماً لمساحة هذا العمود، أقول إنه بالأمس التقى بمنزلي الفنانة ندى القلعة والشاعر الملحن هيثم عباس في لقاء يستحق أن نسميه «لقاء التصافي وتجديد عقود المحبة والتعاون» لتعود ندى وتغرد بأجمل ما منحه إياها هيثم عباس، لتصبح ثنائية الجمال تظلل بسحابة الإبداع المشهد الفني، فألف مبروك العودة والرابح الأكبر فيها هو جمهورهما، الذي افتقد مقرن الابداع ندى وهيثم!! ٭ كلمة عزيزة فاجأ شريف مدكور المذيع اللامع بقناة المحور جمهوره قبل أيام وهو يعتذر في بداية برنامجه قائلاً: إنه أمس لم يقدم البرنامج بمستوى جيد، وأنه شعر بأنه لم يكن في أحسن حالاته، وبالتالي هو بكل شجاعة يعتذر للمشاهدين، أنه لم يقدم الحلقة كما ينبغي أن تكون، وعندها قارنت اعتذار شريف مدكور «بغيبوبة» بعض المذيعين والمذيعات الذين «يعكون» صباح ومساء ومصرين أنهم نجوم وما في حد زيهم والله يصبرنا. ٭ كلمة أعز افتقدنا طلال مدثر على قناة الشروق ضيعوك وأي فتى أضاعوا!!