نعلم أن مجتمعنا مثل كل المجتمعات في الدنيا.. ينشر الكمال والمثالية باتباع القيم الدينية والأخلاقية العليا، التي تحض وتحث على الفضيلة والخير وتحارب الرذيلة والشر، وتدعو لأن نتخلق بأخلاق الأنبياء والرسل وأن ترتبط بالسماء أكثر من إرتباطنا بالأرض.. لكنه في نهاية الأمر أيضاً ليس بذلك المجتمع المثالي إذ تتفشى فيه بعض الأمراض الاجتماعية كاملة أو مجزأة، لذلك تجد دعاة الرذيلة وممارسيها يمارسونها في الخفاء والعلن ونتشر بعض الأمراض مثل الرشوة والغش وكثير من الكبائر والرذائل مثل شرب الخمر وجرائم السرقة والقتل والزنا.. لكن إن يصل الأمر إلى حد ممارسة اللواط والشذوذ علناً وفق طقوس وممارسات يحاول الشواذ أن يقربوا بها هذا الفعل المشين إلى الناس وأن يقوموا بعقد زيجات للمثلين في بلادنا، فإن هذا فوق التصور وفوق التخيل ولا يكاد أحد أن يصدق تلك الفعلة التي فعلها بقايا قوم لوط في السودان قبل أسابيع قليلة. البيانات لا تكفي والادانات لا تشفي وهذه التفلتات الأخلاقية والأفعال الشاذة لابد ان تقابل برادع قوي يتناسب مع الفعل الشائن، وعقوبة الشذوذ واللواط تحديداً أشد من عقوبة الزنا لأنه جريمة يهتز لها عرش الرحمن، وأحسب أن ما تعرضت له الخرطوم من هزة قبل أيام ماهو إلا أشارة وإنذار لما يمكن أن يحدث لنا في ظل مثل هذه المصائب الأخلاقية التي أدى حدوث مثلها في أواخر القرن التاسع عشر إلى قيام الثورة المهدية حسب بعض الروايات. نعلم أن الرذائل تدخل في تركيب الفضائل كما تدخل السموم في تركيب الدواء، فإجتماع الشباب من الجنسين مطلوب في شأن الدين والوطن والمجتمع لكنه غير مطلوب لتزجية أوقات الفراغ فيما يهدم ولا يبني، يضر ولا ينفع.. لذلك ندعو مؤسسات الدولة ووزاراتها المعنية بالأمر والدين والأخلاق والسلوك أن تتدخل لوقف هذا السرطان الآخذ في الانتشار فالنار من مستصغر الشرر. المثلية الجنسية بشقيها الذكوري (اللواط) والأنثوي (السحاق) ظاهرة سلوكية قديمة عرفت وإنتشرت في الحضارات القديمة لبلاد الرافدين والهند والصين وفي الحضارة الفرعونية واليونانية وبعضها لم يُدن مثل هذه الممارسات الشاذة مثل الحضارات اليونانية التي حظيت فيها بالكثير من التقدير كما يتضح ذلك من بعض محاوات أفلاطون، ولكن الديانات السماوية الثلاث (اليهودية والمسيحية والاسلام) فقد أدانت هذا السلوك الشاذ وحرمته واعتبرته مخالفة للفطرة السوية وفيه قضاء للبشرية.. وما حدث لقوم لوط ليس ببعيد. لابد من مواقف حازمة وأفعال جازمة وحاسمة لأن ما حدث قبل أيام لا يجب أن يمر مرور الكرام لأن الذي حدث هو من أعظم الجرائم وأقبح الذنوب وأسوأ الأفعال.. وقد وردت قصة قوم لوط في عشر سور قرآنية مع الوعيد الشديد والتهديد والعقاب، وجاء على لسان النبي الكريم صلى الله عليه سلم: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فأقتلوا الفاعل والمعفول به).. وقال صلى الله عليه وسلم: (أربعة يصبحون في غضب الله ويمسون في سخط الله تعالى. قيل من هم يا رسول الله؟ قال: (المتشبهون بالرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال والذي يأتي البهيمة، والذي يأتي الذكر). يا أهل الحكم ويا أهل السياسة والصحافة والإعلام ويا أئمة المساجد ويا أهل الدعوة.. في يا أهل التربية والتعليم والأخلاق.. امنعوا الكارثة وأعملوا على حفظ البلاد والعباد يرحمكم الله.