مع اليوم الأول لبداية شهر رمضان المبارك بدأ الماراثون الدرامي بين الفضائيات والأرضيات التلفزيونية العربية ، وفي هذا العام يحاول كتاب الدراما السورية الخروج من نفق ما يُسمى (دراما العشوائيات) الذي سجنوا أنفسهم فيه لفترة من الزمن ظناً منهم أنه منجم للدراما السوداء التي تجذب المشاهدين، ومن يتابع عناوين وملخصات الأعمال الاجتماعية المعاصرة التي يبدأ عرضها في رمضان المبارك القادم يكتشف أن هؤلاء الكتاب يحاولون الوصول إلى فضاء أكثر، رحابة حيث قاموا بإعادة انتشار لأفكارهم واهتماماتهم فما كان يصلح منذ أعوام لم يعد مقبولاً اليوم، و من الأعمال الاجتماعية التي سيتابعها المشاهدون العرب في رمضان المقبل مسلسل (تخت شرقي) بمشاركة كوكبة من نجوم الدراما السورية منهم سلوم حداد، قصي خولي، سمر سامي، محمد حداقي، مكسيم خليل، امل عرفة، سلافة معمار، معن عبد الحق، عبد الهادي الصباغ، سوسن أرشيد وآخرون، الذي كتبته امرأة ،هي الأديبة السورية يم مشهدي، وتخرجه امرأة أيضا هي رشا شربتجي، وكانتا قد بدأتا معاً مسيرة الفن من خلال مسلسل نال متابعة واهتمام المشاهدين في المواسم الماضية، وهو مسلسل (أشواك ناعمة) ويحاول العمل الجديد الذي تنتجه (شركة كلاكيت للانتاج الإعلامي)، وهو باكورة إنتاجها يحاول أن يلاحق تفاصيل حياتنا اليومية، تفاصيل اللهاث اليومي والقلق اليومي، العشق والكره والغيرة والكبت العاطفي والجنسي، تفاصيل التناقضات التي تغلفنا، الاختلافات التي قد تغرقنا، والأزمات التي لا تنتهي.. المستقبل المرهون بالخوف والوحدة كرفيق دائم لحياتنا)). الكاتبة يم مشهدي تحمّل تلك الأفكار والقضايا الكبيرة لأربعة شبان من سكان حي (المزة) الدمشقي، كانوا زملاء في المرحلة الثانوية في الدراسة ،ربطتهم بعد حصولهم على شهادتها وولعهم بلعب الورق، على الرغم من اختلافهم في طباعهم، في فهمهم للحياة وفي علمهم وميولاتهم وحتى منابتهم الاجتماعية، وبعد عشر سنوات من حصولهم على شهادة البكالوريا، ودون أن يشعروا تتداخل مصائرهم وتتقاطع فيما بينها لتروي قصة من الحب والصداقة والعمل والنظرة المزدوجة إلى الأخلاق في ظل العالم الاستهلاكي، قصة من السقطات التي يهوي بها الشباب الحائر ما بين الأخلاق وما بين عمل، يستطيعون به تأمين الحد الأدنى للحياة الآدمية، قصة عن الاحتياج للآخر وعن الغربة والوحدة وعن المعاناة اليومية وعن إحساس الخيبة والاستغراق في اجترار الهزائم والإحساس باللاجدوى.