قبل نحو أربعين عاما، كان حيوان المها العربي مهدداً بالإنقراض، إلا أن أعداده اليوم تشهد تزايداً وتحسناً ملموساً، إذ بلغت فى دول الخليج وحدها حوالي الألف،والفضل يعود في ذلك إلى برامج إعادة نشر هذه الحيوانات. ولعل هذه الخطوة هي من أنجح التجارب في تاريخ حماية الحيوانات من الإنقراض، إذ أنه، ووفقا للإتحاد الدولي لحماية الطبيعة، جرى إعادة تصنيف حيوان المها العربي من مُهدد بالإنقراض إلى ضعيف التواجد. وقالت المنظمة الدولية إنها المرة الأولى التي يتحسن تصنيف نوع من الحيوانات ثلاث درجات على قائمتها المكونة من ست درجات. وقد تم إنشاء مبادرة أطلق عليها إسم إنقاذ المها في الولاياتالمتحدةالأمريكية من قبل صندوق الحياة البرية العالمي وحديقة فينكس للحيوانات عام 1962، إذ تم جمع آخر الحيوانات المتبقية من هذا الصنف، وإعدادهم لإعادة الإنتشار في الحياة البرية. وتمت عملية إعادة الإنتشار الأولى في سلطنة عُمان عام 1982، ومن ثم تم توسيعها لتشمل كلا من السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأردن وإسرائيل. كما تم الإتفاق على إجراء الأمر ذاته في كل من الكويت، والعراق، وسوريا. وفي الإمارات، تم إطلاق هذا المشروع قبل عشر سنوات، واليوم يحتوي منتجع المها الصحراوي، الذي تم تأسيسه في عام 2004، على 450 حيواناً من المها العربي. والمها العربية هي إحدى أنواع الظباء، المنتمية لفصيلة البقريات، ذات سنام مميز على كتفيها وقرون طويلة مستقيمة وذيل ينتهي بخصلة شعر. ويُعتبر هذا النوع أصغر أنواع المها جميعها، وهو يستوطن صحاري وسهوب شبه الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين وسوريا وفلسطين ومصر. وتُعد المهاة العربية من أجمل أنواع المها في العالم وأندرها، وتتميز بصغر الجسم وباللون الأبيض وبجمال العينين، وهو حيوان رشيق وسريع، يتغذى على النباتات والأعشاب البرية مثل القطف والشيح. وكانت حيوانات المها قد إنقرضت فعليا في البريّة خلال أوائل عقد السبعينات من القرن العشرين عندما قُتل آخر واحد منها في صحراء الربع الخالي على الحدود السعودية العمُانية فى عام 1972. وقد أعيد إدخال المها العربية إلى بعض موائلها الطبيعية منذ ثمانينات القرن ذاته، بعد أن تم إكثارها في حدائق الحيوانات والمحميات الخاصة. إلاّ أن نجاح هذه العمليّة كان متفاوتاً. والمها أو المهاة في اللغة العربية تعني الشمس، ويُقال للكواكب مها ويقال: للثغر النقي إذا أبيض وكُثر ماؤه مها، والمهاة أيضاً هي الحجارة البيض التي تبرق، وهي البلور والمهاة البلورة التي تبرق لشدة بياضها وقيل: هي الدرة والجمع مها، وقد حصلت هذه الحيوانات على إسمها باللغة العربية بسبب لونها الأبيض كالبلور. وفي اللغة العربية يُقال لهذه الحيوانات أيضاً الماريّة والوضيحي لكونها واضحة الرؤية من على بعد، وكذلك بقر الوحش. ويبلغ علوّ المها العربيّة حوالي المتر عند الكتف، ويبلغ وزنها حوالي 70 كيلوغراما. ولون المها العربيّة أبيض كليا في معظم الجسد عدا الجزء السفلي والقدمين التي تكون بنيّة اللون، كما وتمتلك خطوطاً سوداء حيث يلتقي الرأس بالعنق وعلى الجبهة والأنف، وللجنسين قرون طويلة حلقيّة منحنية بعض الشيئ يتراوح طول كل منها ما بين 50 إلى 75 سنتيمترا. وذُكرت المها العربيّة مرّات عديدة في الشعر العربي حيث قام الشعراء بالتغزل بجمالها وتشبيه محبوباتهم بها، ويعود ذلك إلى أن للمها جسد متناسق وعينين كبيرتين واسعتين حالكة السواد، وما قيل عن المها العربيّ في الشعر كثير: عيون المها بين الرصافة والجسر... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري. خليلي ما أحلى الهوى وأمره ... أعرفني بالحلو منه وبالمرَّ ! كفى بالهوى شغلاً وبالشيب زاجراً ... لو أن الهوى مما ينهنه بالزجر