لكسر الملل مع الإقامة الجبرية في ديوس برت DEWSBERT بانجلترا حيث قضيت فترة مراجعة صحية مع ابني دكتور «المهتدي»، كنت من حين لآخر أدير مؤشر التلفاز لمتابعة أخبار العالم- بالصدفة وفي قناة «الحوار» التي يرأس إدارتها عزام سلطان التميمي كان ضيف الحلقة مع مقدمها الأستاذ صالح.. الخارج ياسر عرمان الأمين العام ل«قطاع الشمال» بالحركة الشعبية لتحرير السودان- كما سمى نفسه- ويبدو أنه «الأمين العام» وجد الفرصة سانحة بعد قرار مجلس الأمن الأخير، والذي يفرض على حكومة السودان بدء الحوار مع الحركة قطاع الشمال، والتي لا تجد لها مشروعية- حسب نصوص إتفاقية نيفاشا- والتي ادخلتنا تفاصيلها في مآزق لا يعلم مداها إلا الله.. ولكن مجلس الأمن والأمم المتحدة «علينا»! تحدث ياسر عرمان عن الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان، والتي ستكون على رؤوس المواضيع للتداول مع حكومة السودان.. وعندما يلاحقه مقدم البرنامج بأنك سوداني، فلماذا لا تأتي من الباب، وأنت كنت موجوداً منذ 2005م، وكنت مشاركاً وفاعلاً مع الحركة الشعبية في تلك الفترة.. والجنوب وجد ضآلته ونال انفصاله!! فيجيب الأمين العام.. نحن نهدف لاسقاط النظام، لأن الشعب يريد التغيير، والشعب مضطهد وجائع و... و... حسناً نفهم ذلك.. يرد صالح، نحن نتفهم رأيك، ولكن لماذا لا تعود وتعارض مع المعارضين؟ لماذا جبهة ثورية، وكيف تتعاون مع عبد الواحد محمد نور، وهو يتعاون مع اسرائيل!! أنت حركة شعبية وتتحدث باسم فصائل وجهات أخرى؟ نعم كل الأحزاب السودانية ما عدا المؤتمر الوطني مشاركة في الجبهة..- آخرهم التوم هجو من الاتحادي الديمقراطي- ونصر الدين المهدي من الأمة القومي.. النظام يتساقط أخلاقياً.. اقتصادياً.. والبشير يجب أن يُسلمِّ كفى كفى.. يا أخ.. البشير جاء من خلال انتخابات حرة ومراقبة عالمياً وأنت كنت أحد المنافسين!! تعود بي الذاكرة لمطالع التسعينيات، وقيادات الدولة من وكلاء ومديري مؤسسات في معسكر الشهيد عيسى بشارة.. كنا في كتيبة الفاروق «4» نرفع أصواتنا بالجلالات، ونحن «نجك» حول القطينة لعدة كيلو مترات، ونردد في إباء وشمم «خائن وجبان خائن.. ياسر عرمان.. خائن.. ردد الهتاف العشرات اذكر على سبيل المثال لا الحصر.. بروفيسور مأمون حميدة، مهندس الطيب مصطفى، الأستاذ أحمد عبد الله محمد خير، بروف سوار، د. يس عابدين، وعدد من القيادات من أبناء الجنوب في وزارة الخارجية، نعم هؤلاء كانوا يرددون وفي عفوية ومع اخوتهم من أبناء الشمال «خاين وجبان خاين».. ياسر عرمان.. خاين.. قبل الانتخابات لرئاسة الجمهورية الأخيرة.. كان الاستطلاع الذي رصدته «أجراس الحرية» تعطي 87% لصالح ياسر عرمان.. استنفر بروف حياتي طلابه في جامعة الخرطوم- (كان يشغل نائب مدير الجامعة)- وبروف هاشم سالم وكيل جامعة السودان فإذا بالنتائج ترجح لصالح البشير في كل الاستطلاعات، إلى أن انتهت بفوزه الساحق الماحق، ونكص عرمان على عقبيه وغاب عن المسرح.. ويعود الآن بعون الدعم الصهيو صليبي، ولن يزيدوه إلا خبالاً بإذن الله. حاشية: مقدم البرنامج يقول لعرمان جملة واحدة لختم البرنامج.. فيرد: البشير فاسد وليذهب غير مأسوف عليه.. ونرد في إيجاز البشير باقٍ مهما تآمرت المحكمة الدولية والحركة الشعبية، والله غالب على أمره.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون.