إذا كان محمد أبو عنجة نائباً برلمانياً عن دائرة (كادوقلي) وأمين بشير فلين عن دائرة (الدلنج) في انتخابات الديمقراطية الثالثة عام 1986 والدكتور أزرق زكريا خريف عضو هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي في سنوات المعارضة الماضية، فهذا يؤكد أن قادة الحزب القومي السوداني العائدين إلى الوطن من الولاياتالمتحدةالأمريكية قامات كبيرة وأرقام سياسية على خارطة ولاية جنوب كردفان لهم التأثير المباشر وسط الجماهير هناك ويمكن أن يكون لهم دور فعال على طريق وقف الحرب وإحلال السلام في جبال النوبة بما لهم من خبرة وتجربة طويلة في العمل السياسي وسط أهلهم، ناهيك عن مواقعهم الدستورية السابقة على مستوى الحكومة المركزية في الخرطوم حيث كان أمين فلين وزيراً للسياحة، ومحمد أبورأس رئيساً لإحدى لجان البرلمان المهمة بعد انتخابات عام 1986 ويكفي الدكتور أزرق زكريا تمثيله للحزب القومي السوداني في هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي بالخارج في وقت مضى. عاد قادة الحزب القومي السوداني لأرض الوطن وهم يحملون مبادرة سياسية لوقف الاقتتال في جبال النوبة وعودة السلام والاستقرار لتلك المنطقة التي شهدت معارك ضارية ما بين المتمردين والمركز منذ عام 1983 ظلت دائرة دون استقرار مستدام حتى يومنا هذا، ومن هنا أجد نفسي داعماً ومؤيداً لأي مبادرة سلمية يمكن أن تسهم في معالجة تلك الأزمة وتعيد النازحين إلى قراهم وتوقف ذلك الاقتتال الخاسر ما بين الأشقاء في جبال النوبة، ولكنني في نفسي ضد تعدد المبادرات والمنابر التي تعمل من أجل هدف واحد وبالتالي من الأجدى أن يعقد مؤتمر لقيادات النوبة حتى تتوحد رؤيتهم جميعاً في مبادرة واحدة، فللفريق دانيال كودي مبادرة ولقيادات جبال النوبة في المؤتمر الوطني مبادرة أخرى، والآن للمجموعة القيادية القادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية مبادرة من أجل السلام قد برزت ملامحها في أحاديثهم الصحفية حيث لا تختلف مع كل المبادرات المطروحة مما يجعل إمكانية الاتفاق في الوصول إلى رؤية موحدة أمراً يسيراً يصب في مصلحة الولايات المنكوبة ويحقق لشعبها كل طموحاته في الاستقرار واستدامة السلام والمعروف سلفاً أن القضايا المهمة في ذلك الملف الساخن تتعلق بمسألة الترتيبات الأمنية الخاصة بما تبقى من الجيش الشعبي بعد انفصال جنوب السودان وأيضاً هناك المشورة الشعبية التي تستوجب نفاذاً عاجلاً وفق ما تم الاتفاق عليه في نيفاشا، وتأتي الأهمية الكبرى بالنسبة لولاية جنوب كردفان وأيضاً النيل الأزرق في مزيد من الرعاية من المركز لتكملة البنيات التحتية من مدارس ومستشفيات وكهرباء ومياه صحية قابلة للشرب، بجانب إنشاء الطرق وتشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي كما لا يفوت على أصحاب المبادرة الموحدة أهمية التواصل العاجل مع الذين يحملون السلاح ضد الدولة في خارج الوطن حتى تكتمل الصورة ويتحقق السلام الذي نصبو إليه بعيداً عن التدويل والتدخلات الخارجية المخيفة.