واليوم وداعاً يا بروف إبراهيم.. وأظنك عرفت وتيقنت.. إن الذين ظلوا وما برحوا.. وما انفكوا.. يرسلون السهام نحو حركتكم الإسلامية.. سهام الفساد.. ليس بينهم شيوعي واحد.. ولا علماني واحد.. ولا أنصاري واحد.. ولا ختمي واحد.. هم جزء أصيل منكم.. والآن علمت وتيقنت يا بروف.. إنه- وعلى الأقل إثنان من حركتكم الإسلامية- هما مولانا أحمد إبراهيم الطاهر.. وشيخنا الطيب مختار يعتبران راتبهما.. قدساً من الأقداس، وسراً من الأسرار لا يمكن البوح به، ولا يحق لأي أحد أن يعرف حجمه وكميته وكم يبلغ.. ونسألك ونعرف إنك صادق و «حقاني» نسألك هل سمعت بمثل هذا طيلة حياتك.. وهل يمكن أن يحدث ذلك في أي شبر في الكرة الأرضية.. وبالمناسبة.. إن أي مواطن رجلاً كان أو امرأة.. يمكنه وبلمسة زر واحدة في جهاز الحاسوب أن يعلم في جزء من الثانية.. «ماهية» باراك أوباما.. يمكنه في ثانية أن يعرف كم يبلغ راتب جوردون براون رئيس وزراء المملكة المتحدة.. يعرف كم تبلغ حتى مخصصاته، ويعلم أيضاً حجم الضرائب التي يدفعها إلى الدولة.. العالم كل العالم المتحضر وذاك الغارق في التخلف يعرف مخصصات ورواتب مسؤوليه.. كل ذلك في ضوء النهار، وتحت هالات الضياء.. باستثناء الدول الملكية والإمارات التي تسيطر عليها الأسر.. والسودان ولله المنة والحمد.. ليس إمارة ولا مملكة.. إلا إذا صار كذلك ونحن لا نعرف ولا ندري.. بالمناسبة حتى الدكتاتوريات العسكرية رواتب قوادها معروفة للمواطنين.. هؤلاء يحجبون فقط أموال التسيير والمخصصات المهولة.. لاحظ يا بروف نحن لم نقترب ولو بمقدار بوصة واحدة.. من إتهام أي من عصبتكم الحاكمة بالفساد.. أولاً لأننا لا نرمي الناس بالبهتان بلا برهان.. ثانياً لأن أخلاقنا لا تسمح بذلك، لأن الذي نسمعه هي ظنون وبعض الظن إثم.. فقط أبحرنا في بحر سرية الرواتب، والذي وهبنا المجداف والمركب هم منكم ومن قلب صفوفكم.. سيدي البروف.. قال مرة الدكتور أمين حسن عمر.. يكفي الإنقاذ فلاحاً أنها جعلت حتى الشيوعيين والعلمانيين يحاكمون الإنقاذ بنصوص الشرع الطاهر المطهر.. وانطلاقاً من ذلك دعنا «نستلف» مسطرة المقياس الدينية هذه لنقيس بعدكم أو قربكم من حياض الشرع.. ونحيلك مباشرة إلى كتاب «حياة الصحابة» للشيخ محمد يوسف الكاندهلوي.. نحيلك تحديداً إلى سيرة خليفة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.. أبوبكر الصديق أمير المؤمنين وثاني اثنين إذ هما في الغار.. والذي لا تطول قامته الحركة الإسلامية مجتمعة.. طالع الصفحات لتعلم إنه كان يبيع ويشتري.. أي كان تاجراً.. ولكن لما أتته الخلافة.. قال إن القيام بأمر المسلمين والتجارة لا يستقيم.. تفرغ تماماً لرعاية الدولة.. وطلب أن يجعل له ما يقيم «الأود» فقط من مال المسلمين.. فكان راتبه معروفاً لكل أفراد الرعية.. ويأتي آخر الأزمان من يتحدثون باسم الإسلام.. ويضربون على مرتباتهم السر والكتمان.. يا بروف.. إن الذي يمكن أن يغرق سفينتكم.. هم جزء لا يتجزأ من البحارة.. وإذا كنتم تريدون وصولاً سالماً إلى شواطيء الأمان.. نحوا هؤلاء من كابينة القيادة وإلا فالغرق لا محالة واقع.. ولك التحايا والسلام..