زهاء الساعة والنصف جلست «آخر لحظة» مع الفنان التشكيلي والموسيقار والمخرج والمصور التلفزيوني العالمي سامي حسن صالح المك الشهير بسامي المك في دردشة خفيفة حول حياته في بريطانيا والعمل بفن الكاريكاتير. وتناول الحديث الفن التشكيلي في السودان وهواياته واهتماماته، فمعاً نطالع الدردشة.. ٭ بداية لندن أعطتني الكثير من العالمية، فلقد فزت بجائزة علي عثمان حافظ الصحفية كأحسن رسام كاريكاتير في الإصدارات العربية في العالم، وعملت بعدة صحف بلندن منها «العرب العالمية، عرب تليغراف والشرق الأوسط»، وأخيراً تم تحويل اللوحة التي رسمتها للملكة اليزابيث إلى المتحف القومي البريطاني فكنت أول فنان عربي أفريقي تعرض له لوحة في المتحف.. ولكن في بداية سنين اغترابي افتقدت الأهل والأحباب خاصة وأني غبت لمدة خمسة عشر عاماً متواصلة. ٭ يقال إن الإنجليز باردين في تعاملهم مع الأشخاص ولكن ذلك حديث غير صحيح فهم شعب متحضر جداً والانسجام معهم سهل، فعند العيش معهم يعتبروننا منهم وليس لديهم العنصرية التي عند العرب وتعاملهم أفضل تعامل قابلني في العالم.. وأيضاً الحياة لديهم متقدمة فهم مشهورون بدقة المواعيد. ٭ الحرية في لندن مطلقة وبالإمكان رسم رئيس الوزراء برسم ناقد ويتم النشر، وليس هناك تدخل في العمل كما في دول العالم الثالث فعندما تنتقد مسؤولاً تصادر الصحيفة واعتقد أن ذلك خطأ لأن العالم أصبح صغيراً، فمهما كانت المعلومة خطيرة تجدها عبر الانترنت.. ويمثل الكاريكاتير كل القضايا التي تتعلق بقضية المواطن الضعيف الذي لا يصل ظلمه للمسؤول فيتم توصيله بالكاريكاتير.. ويتقاضى رسام الكاريكاتير في أوربا مرتباً أعلى من رئيس التحرير وحتى الوزير، ذلك لأن أي شخص ممكن يصبح رئيس تحرير ولكن لا يمكن أن يصبح رسام كاريكاتير. ٭ هناك فنانون تشكيليون عالميون كل العالم يعرفهم عدا السودان أمثال مصطفى عثمان بشير والذي حاز على جائزة التشكيل في كل دول أسكندنافية، وأيضاً محمد أحمد عبد الله أبارو، فنان الخزف العالمي المقيم بلندن منذ أكثر من خمسين عاماً ولا أحد يعرفه في السودان، وغيرهم كثيرون وذلك بسبب الإعلام الضعيف الذي لا يسلط الضوء على هؤلاء الفنانين. ٭ من هواياتي السباحة والتنس، وأنا بطل الرماية في الجمهورية لعامين متتاليين 98-09، وأطرب لكل أغنية جميلة وأعزف على البيانو والاكورديون والأورغن. ٭ أنا انتمي لأسرة فنية كبيرة فعلاقتي بالمطرب حسن عطية هي علاقة نسب فجدي اللواء حامد صالح باشا المك متزوج شقيقة الأستاذ حسن عطية، وبالتالي الملحن أحمد المك عمي وخالي، والملحن بشير عباس خالي وأيضاً الملحنة أسماء حمزة خالتي، وجدتي لوالدتي الأستاذة الشاعرة زينب بشير نصر هي أول شاعرة وملحنة في أفريقيا. ٭ أتمنى عمل منتدى ثقافي ومعرض للفنون التشكيلية للسودانيين وغيرهم، فالمنتديات الثقافية في السودان تمثل نوعية ثقافية وفنية كبيرة وعدد المحتاجين لها كثير. ٭ أيضاً عملت في التصوير والإخراج التلفزيوني فقد صورت وأخرجت انتفاضة «6» أبريل وفيلم وثائقي عن أمير الشعر القومي الأستاذ عكير الدامر، وعن اليوبيل الذهبي للأستاذ حسن عطية، وكل هذا التوثيق التاريخي لا يوجد إلاّ لدي. ٭ في السودان يوجد العديد من الشباب الفنانين الممتازين، ومنهم الفنان الراحل نادر خضر رحمه الله والذي كان معنا في حفل زواج بنت خالتي قبل يوم من وفاته وكان صديقاً لي ويلقبني «بالخواجة»، وعندما رآني سألني «جيت متين يا خواجة» وفي تلك الليلة تصور معنا كأنه يودعنا.. وأيضاً الشباب التشكيليون ممتازون ومنهم من أتى إلى بريطانيا وشاركنا في معرض للتشكيليين السودانيين، والذي شارك فيه الدكتور راشد دياب والخطاط عثمان وقيع الله. ٭ عند حضوري للسودان أجد تتغيراً في كل مرة، فالمعمار جميل ولكن يوجد عدم انسجام في المباني فلون كل منزل يختلف عن الآخر. ٭ أخيراً أتمنى من الإعلام السوداني أن يتابع أعمال الفنانين السودانيين في جميع أرجاء المعمورة، فالسودان زاخر بمبدعيه، وليس أخبار السودان السياسية والحروب فقط.. وأرجوا الخروج بالمواهب للعالمية.