كثير من قراء هذه الزاوية، وكثيرون من قراء «آخر لحظة» اتصلوا عليّ يوم أمس، مشيدين بالقصيدة التي كتبها شاعرنا الجميل المبدع الأستاذ سيد أحمد الحردلو عندما بلغه نبأ رحيل الشاعر الكبير الأستاذ محمد المهدي المجذوب، فقد رثاه من تونس عام 1982م بالقصيدة التي نشرناها بالأمس تحت عنوان «كبير الدراويش نام»، وجاء في إهدائها ما يلي: «إلى روح شيخنا محمد المهدي المجذوب» وقد رضي الحردلو- رحمه الله- أن يكون «حواراً» للشيخ المجذوب.. ورضي الحردلو أن يكون «درويشاً» في حلقة «شيخ الدراويش» المجذوب. قال كثير ممن هاتفونا أو خاطبونا شفاهة إنهم يطالعون القصيدة لأول مرة، أو إن بعضهم لم ينتبه لها من قبل، وقد سألني بعضهم أن أنشر قصيدة «تاني قام واحد جميل في بلدنا مات»، ويقول بعضهم إن تلك العبارة أصبحت «علامة مسجلة» في الأدب السوداني للحردلو، وبعضهم سألني عن مناسبتها، وهي قصيدة كتبها الشاعر الجميل سيد أحمد الحردلو عند وفاة الفنان المرهف الأستاذ مصطفى سيد أحمد.. وهذا نصها: تاني قام واحد جميل في بلدنا مات.. تاني قام واحد جميل في بلدنا مات وكان بغني.. للمساكين.. والمسولتين.. والحفات وكان بغني للمنافي والعصافير والرعات وكان بغني لي بلد.. في الحلم جاي أغنيات وكان بطمبر وكان بدوبي للحياة تاني قام واحد ملك.. رووح.. وفات وكان ملك في الريدة وإنسان في الصفات وكان مهاجر في دموع كل البكات وكان وتر مشدود ومسكون دندنات وكان عليهو سلام تقول ما زول حياة يا مصطفى فاكر الجماعة الكانو ساكنك دوام من منفى لي منفى فاكر العصافير المسافرات دون جواز فاكر اللي داجين في المطر عبد الرحيم وهلم جر.. فاكر القطر فاكر النخيل.. فاكر الحراز الليلة كانوا جميع هناك قسماً يمين.. كان الجميع باكين عليك كان المطار فارش عليك كان الجميع مشتاق إليك يا سلام عليك *** لمن تكون زولاً عزيز عن ناس عزاز يعني كان لازم تفوت والحزن مشرور في البيوت والدنيا ما زال فيها حوت وفيها لسع عنكبوت يعني كان لازم تفوت وتخلي أوتارك سكوت ولسه عندنا ريد جديد ولسه عندنا ليك قصيد يعني كان لازم تفوت وتخلي هذا الحب يموت يا سلام عليك لمن تكون زولاً عزيز عن ناس عزاز يا سلام عليك