الدكتور.. نافع.. لك التحايا والسلام.. واليوم ندخل بملء إرادتي.. عش الدبابير.. بكامل قواي العقلية.. أدخل مباشرة.. إلى قفص الأسود.. ولكن لا بأس يا دكتور.. أن نستهل حديثنا معك.. بطرفة.. أو نكتة.. علك تبتسم.. بالمناسبة متى تبتسم يا دكتور؟.. «غايتو» تصوري لك.. أو دعني أقول إن الصورة التي رسمتها بعد طول مراقبة.. والتي استقرت في تلافيف دماغي.. إنك لا تبتسم مطلقاً.. دعك من ضحك بصوت و «قهقهة».. بل أكاد أقسم بأنه حتى عادل إمام.. أو حتى «نورمان ويسدوم» لن ينتزع منك ضحكة واحدة، وأنت تضرب حول نفسك سياجاً منيعاً من الجدية والصرامة.. بل استطيع أن أستلف في قوة قلب كلمات صلاح ابن البادية تلك.. لأجريها على لسانك.. ولتكن لك حالة لا تقبل «الزحزحة» ولا النكوص.. الكلمات هي «لو تصدق انو عمري كلو في يوم ما ابتسم».. وأعجب من قوة تحملك تلك الأسطورية.. وأنت على مدى ثلاث وعشرين سنة وتزيد.. في كر.. وكر على مدى ومدار الساعة والدقيقة واليوم.. نعم هذه هي صورتك التي استقرت في وجداني.. أرجو أن أكون مخطئاً.. فأنا.. رغم أني أحمل قلمي وأحباري.. متحاوماً مع كل مسؤول في «الإنقاذ» بما في هؤلاء رئيس الجمهورية، إلا إني وحتى اللحظة الراهنة.. لم أتشرف بلقاء مباشر معك في مؤتمر صحفي أو تنوير.. أو تصريح.. ولو تصدق إني لم أشاهدك مطلقاً.. إلا عبر صورك في الصحف.. أو تلك التي على شاشة التلفزيون.. كان يمكن أن أشاهدك «عيان بيان» في اللقاءات الجماهيرية الحاشدة- كما تقولون- أو في الساحة الخضراء تلك التي كانت نقطة انطلاق إعصاركم الذي دام لعقدين من الزمان وتزيد.. والسبب أوضح من شمس الظهيرة على خط الاستواء.. وهو إني في الضفة الأخرى من النهر.. وإن كنت أرى روحي ونفسي وعقلي وقلبي في قلب الوطن.. ذاك الذي حبه قد برى جسدي.. أقدم له نفسي وحتى حياتي.. ولا أطلب ثمناً غير كامل «رضاه» عني.. وتماماً مثل الأحبة البعثيين الذين يقولون.. نحن أول من نعطي وآخر من يستفيد.. اختلف اختلافاً بسيطاً معهم فأنا أول من يعطي.. وأرفض في صرامة أن أستفيد.. الفائدة التي بها أفخر وأفاخر.. أزهو وأقدل.. هو إني امتلك بطاقة هذا الوطن البديع.. والكبرياء بل الغرور يتملكني.. وأنا فرد من هذا الشعب المدهش العظيم الفريد.. نعود إلى النكتة.. التي تقول.. إنه وفي حكم شمولي دكتاتوري قابض وقاسٍ.. كان أحدهم «يوزع» في قلب المحطة الوسطى أوراقاً بيضاء من غير سوء.. أوراق «A4» ليس بها حرف واحد.. كان الناس يلتفون حوله في جمهرة، والرجل يعطي كل فرد ورقة.. جاء البوليس ليجد أن الرجل يوزع أوراقاً «فاضية»، سأل البوليس الرجل.. ما هذه الأوراق؟.. أجابه الرجل.. إنها منشورات شيوعية ضد الحكومة.. قال البوليس ولكنها ليست بها كلمة واحدة عن الحكومة.. أجاب الرجل.. وهل بقى للحكومة ما يحتاج لإجابة».. انتهت القصة وأرجو أن تكون قد ابتسمت يا دكتور.. أو على الأقل قد إرتحت من «قومة النفس» تلك التي تجابه بها المعارضة.. ما أدلج ليل وما أسفر صبح.. حديثنا معك بكرة.. له علاقة رحم وذات زمام غير منقضب مع هذه القصة أو النكتة.. وأنت تصرح البارحة.. بل تتحدى المعارضة بأنها لن تخرج الشعب في الشارع وهم- مجرد- واهمون».. بكرة.. نوافق على أكبر أجزاء حديثك عن المعارضة.. ولكن سنوضح لك أن بعض إخوانكم من المسؤولين.. هم أشد خطراً وخطورة عليكم من المعارضة مجتمعة.. تصبح على خير وإلى بكرة