اليوم العالمي: أنطلق مهرجان اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، في نفس اليوم العالمي 26 يونيو من كل عام، وجاء هذا العام 2012م إحتفالاً جماهيرياً إستخدم كل وسائل جذب الجماهير من خطاب، ودراما، وكوميديا، وشهادات، وإحصائيات تؤكد أن ما يصرف من مليارات على المخدرات كان يمكن أن يكون سبباً في تقدم العالم، وتغطية لإحتياج المحتاجين، هذا عدا معاول الهدَّم التي تدمر أكبر قوة في المجتمع وهم الشباب، وإذا كنا نعتز في بلادنا بأن الشباب يمثلون عدداً ضخماً في الهرم السُّكاني فإننا يجب أن نقدم ما يمكننا حتى يظل الشباب يافعاً نشطاً قوياً يُحيِّ الفضيلة والقيم النبيلة، ويؤدي دوره في بناء مجتمع السَّعادة والرخاء، وقد كان شعار مكافحة المخدرات لهذا العام هو الحياة أفضل بلا مخدرات، وهذا تأكيد لرسالة السَّيد المسِّيح الذي جاء إلى العالم لكي ينجو ويتجه به نحو الأفضل، فلقد قال: وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ.(يوحنا10)، ولهذا فأن السيد المسيح هو الراعي الصالح، وهذا لقب من ألقابه، والراعي الصالح هو الذي يعطي ويبذل من أجل الرعية، ويحيا وكله عيون تراقب وتسعي أن يكون للرعية حياة فضلي، ولقد قال السيد المسيح: أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ(يوحنا11:10)، وفي مكافحة المخدرات يلجأ المتحمسون إلى التراث الروحي الذي تشرف به بلادنا من تراث مسيحي وتراث إسلامي، ولهذا كانت الإفتتاحية تقدم للناس آيات من الذِّكر الحكيم والكتاب المقدس، وفي هذا العام تألق صوت الأب بولس فؤاد، فلقد قرأ بلحن قبطي وبصوت شجي، ما جاء في زابور داؤود، عن أهمية حفظ الشباب لوصايا الله، التي لو إلتزم بها لما سقط في هوة الإدمان، بل وكان يحاول جاهداً أن لا يقع أحد إخوانه الشباب في حفرة المخدرات، وقد قال الأب: بِمَ يُزَكِّي الشَّابُّ طَرِيقَهُ؟ بِحِفْظِهِ إِيَّاهُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. بِكُلِّ قَلْبِي طَلَبْتُكَ. لاَ تُضِلَّنِي عَنْ وَصَايَاكَ. خَبَّأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مُبَارَكٌ أَنْتَ يَا رَبُّ. عَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ. بِشَفَتَيَّ حَسَبْتُ كُلَّ أَحْكَامِ فَمِكَ. بِطَرِيقِ شَهَادَاتِكَ فَرِحْتُ كَمَا عَلَى كُلِّ الْغِنَى. بِوَصَايَاكَ أَلْهَجُ وَأُلاَحِظُ سُبُلَكَ. بِفَرَائِضِكَ أَتَلَذَّذُ. لاَ أَنْسَى كَلاَمَكَ.(مزمور119: 9-16). اللجنة القومية: وفي اليوم العالمي لمكافحة المخدرات تتألق اللجنة القومية لمكافحة المخدرات نجوماً في سماء المجتمع، فلقد وقف بيننا في قاعة الصداقة، رئيس اللجنة بروفسور الجزولي دفع الله، يقدم لنا الجديد، والمفيد، ويدق ناقوس الخطر، ويحظر من جحيم المخدرات، ويتسأءل: هل هناك قضية مخدرات في السودان، ويجيب هو نفسه علي السؤال بأنه ينبغي الحرص ثم الحرص، لأن مجتمعنا عنده من القيم الروحية ما يجعله في مأمن، ولكن لا ينبغي أن نطمئن لهذا، ونغلق عيوننا، بل ينبغي اليقظة الروحية الدائمة، وتحدثت الإعلامية المحترمة الدكتورة بخيتة أمين، وقدمت للحاضرين مجموعة إعلاميين ضد المخدرات، أما الدكتور واللواء أحمد الجمل فقد كانت كلمته عن اللجنة المنظمة كلمة ضافية، وشارك في الكلمات الدكتور الطيب حسن البدوي رئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة وهو من المساندين للشباب لكي يعيشوا حياة أفضل مع الله وليس مع المخدرات التي تضيع من الشباب طريقه وتشغله عن أهدافه المقدسة من حياة مقدسة في المجتمع، وكانت الأستاذة أميره الفاضل كعادتها حديثها مختصر ومفيد، ومساهماتها واضحة، ومن وزارتها للرِّعاية والضمان الإجتماعي رعايةً للمجتمع من المخدرات، آفة المجتمع المعاصر. أما وزير الدَّاخلية وهو صاحب القدح المعلى في مكافحة المخدرات، فقد جاءت كلمته ذات معنى وهدف، ومساندة كاملة للجنة القومية لمكافحة المخدرات التي تعد ذراعاً شعبياً يستحق المساندة والتأييد. وعلي مسرح قاعة الصدَّاقة قدمت أسرة (تيراب) كوميديا حية متحركة عن مكافحة المخدرات، وكانت رائعة، أما الشاعر الفحل التجاني الحاج موسي، فلقد ظهر على المسرح بصوت جهوري يُقدم لعمل شعري، ويتنادى بأن أغلى ما في الدنيا ديه، زول معافى وزول سليم، والعقل نعمة وهدية، منحة من خالق كريم، ويحذر التجاني بأن معظم النار من مستصغر الشرر، ويقول: أصلها النار من شرار، تحرق البنيان وساسه، تبدأ بحبةٍ وسجارةٍ، كل مدمن عندو ناسو، والعلم داير جسارة تقطع الهم من أساسو، ولقد كانت الأستاذة الدكتورة بخيتة أمين قد وفقت في إختيار المذيعة المميزة إبتهال التي أضفت على الإحتفال روحاً عالية، متطلعة نحو حياة أفضل بلا مخدرات.