حضرت خلال هذا الأسبوع منتدى عن أمراض السرطان وخريطة انتشاره بولايات السودان وكان المحاضر الدكتور كمال حمد منان استشارى علاج الأورام والغدد والطب النووى قدم المحاضر معلومات وافية عن الأمراض السرطانية وصحح الكثير من المعلومات المتداولة التى بثت الطمأنينة فى نفوس الحاضرين فالولاية الشمالية التى تعتبر من الولايات الأربع التى ينتشر فيها السرطان بمعدل أعلى وهى الخرطوم - الجزيرة - كردفان أكدت الدراسات العلمية والبحوث التى أجريت بها ألا اشعاعات ذرية فيها حسب نتائج البحث وأن أسباب انتشار السرطانات ربما يعود الى استخدام بعض أنواع الأسمدة الزراعية وبعض أنواع المبيدات الحشرية لوقاية المحاصيل الزراعية أيضاً وهذا مقبول كنتيجة علمية وتحليل منطقى إذ الولاية الشمالية من الولايات الزراعية وأما شائعات النفايات الذرية أو فرضيات إنبعاث اشعاعات ضارة من بعض الصخور التى تحيط بالكثير من مناطق الولاية فذكر المحاضر ألا سند علمى لهذه المعلومات المتداولة . وأنواع السرطانات التى تنتشر بالبلاد وبمعدل زيادة طردية هى سرطان الفم للرجال وسرطان الثدى وسرطان عنق الرحم للنساء وذكر أن سبب إرتفاع الاصابة بسرطان الفم يعود الى الإستخدام المنتشر للتمباك وفى ولايات السودان كافة ليس بين الرجال فقط وإنما ايضاً النساء لهن فى تعاطيه نصيب والسرطان فى مراحل ظهوره الأولى يمكن علاج الكثير من أنواعه أو السيطرة عليه إلا أن نتائج البحث والملاحظة تقول أن جل مرضى السرطان لايعرضون مرضهم على الطبيب إلا بعد انتشار المرض وبلوغه المراحل النهائية وهى مرحلة فقدان الأمل فى علاجه أو ايقاف انتشاره فى الجسد . معدلات انتشار مرض السرطان المبلغ عنها من قبل المصابين عالية وربما يكون مايساويها يتكتم المصابون به وهنا لابد من ادوار توعوية وتثقيفية تنتظم كل مؤسسات التعليم والإعلام والمعرفة والدعوة والتربية كما لابد من دور رسمى فى إيلاء المراكز القومية والولائية للعلاج بالأشعة والطب النووى أهمية وأولوية فى الصرف عليها إذ لا يعقل أن يكون بالمركز القومى للعلاج بالأشعه بالخرطوم جهازان فقط للعلاج لينتظر المصابون بالسرطان الشهور الطويلة حتى يأتى دور المصاب فى العلاج والذى يصل الى ستة أشهر فى معظم الحالات وان هذه الأجهزة وغيرها من اجهزة التخطيط يجب ان تواكب التطورات فى مجال تقنية الاجهزة الطبية وأن تستخدم تقنية التخطيط الآلى بدلاً عن التخطيط اليدوى الذى يتبع فى كثير من الحالات بالمركز . أما المصابون بالمرض فمن الواجب مراعاة الجوانب النفسية للعلاج عند دخول المركز وأن تتم حماية اعضاء المريض السليمة حتى لاتتسلل الأشعة إليها إذ يحتاج المصاب الى وسائل حماية وطرق تثبيت معينة تضمن له سلامة بقية أعضاء جسده السليمة . أما الكوادر الطبية فى هذا المركز من استشاريين واطباء وتقنيين وكوادر طبية مساعدة فيجب أن توفر لهم اجراءات السلامة وتدريبهم التدريب المتقدم لحماية أنفسهم أولاً وحماية مرضاهم وحسن علاجهم يعانى المركز القومى للعلاج بالأشعة والطب النووى من مشكلات عدة تقتضى تدخل قيادة الدولة إذ ظل يتحمل ومنذ أن اطلق عليه مستشفى الذرة عبء علاج الأمراض السرطانية إلا أن يد التطور تنتظر أن تطاله خاصة وأن تبدل نظام الغذاء وانتشار المواد المسرطنة فى مجالات الحياة كافة الصناعية والزراعية والتقنية فى مجالات الحواسيب والإتصالات وغيرها ترفع كلها من معدلات الاصابة والمصاب بمرض السرطان يحتاج تهيئة بيئة علاجية نفسية قبل العلاج الأساسى الذى يتطلب المزيد من وسائل العلاج الفعالة أو تلك التى تكشف الإصابة مبكراً