كتب الأستاذ طه النعمان في زاويته التي أطالعها بعمق ما تطرحه سياسياً... فهو معارض موضوعي ومسنود بخبرة عميقة، فهو من الأصل أنصاري العقيدة والشجن، وعرف خلال سني دراسته الجامعية بميوله الاشتراكية المناصرة للثورة الثقافية والمصطفة خلف ماوتسي تونغ، وكانت هذه المجموعة تسمى في السبعينات «القيادة الثورية»، ولم تكن على وفاق مع الحزب الشيوعي الذي يقتدي بنموذج موسكو، لكن طه ومنذ السبعينات تفرغ مهنياً فعمل بدولة الإمارات العربية بعد فترة عمل طويلة بوكالة السودان للأنباء، ثم مديراً لمكتب الاتحاد بالخرطوم، ثم مديراً لتحرير صحيفة العرب الظبيانية بعد هجرة دامت عاماً واحداً لأمريكا عقب إطلاق سراحه عام 90 ومغادرته لمصر. على هذه الخلفية أقرأ لطه النعمان بحرص شديد، لأنه وعلاوة على تفرده اللغوي ومفردته السياسية صاحب تجربة ونظرة. كتب طه فيما أود التعليق عليه مقالاً يختلف عما يكتبه يومياً في الشأن السوداني، فقد ذكر أن إسرائيل تنوي استيراد حمير مصرية لإجراء كشوفات طبية بحثية تتصل بالطبيعة غير العادية للحمير، وبعد تقسيمه الحمير لثلاثة أجناس- المصري- والحر وهو الدنقلاوي- والمكادي الحبشي الأصول.. تحدث عن طابع الحمير وصبرها وقوة احتمالها، ورجَّح أن يكون البحث ذا صلة بظهور الحمير فراكبها يجلدها بقوة وشدة، وهي تمتص هذا الجلد فلا يدمي ظهرها ولا تخثر ولا يتسرطن، وقطع طه أن مرض السرطان سيكون موضوع البحث، غير أنني غير ميَّال لهذا التحليل على خلفية مثل شعبي دارفوري يصف الأمر المعقد غير القابل للحل «بدبرة الحمار»، وهذا تخثر يصيب الحمير ولا يبرأ حتى ممات الحمار فربما أرادت إسرائيل إجراء كشوفات على هذا التخثر الذي لا يندمل ومقاربته بالقضية الفلسطينية، التي يمكن أن نصفها جرياً على المثل الدارفوري «دبرة حمار» وما يعضِّد تحليلي أنها أختارت الحمير المصرية ولم تختر الحر الدنقلاوي ولا المكادي الحبشي ربما للدور المركزي المصري في القضية الفلسطينية.. واعتقادي الثاني وبما أن اليهود يرعون كل جمعيات الشواذ الجنسيين في شمال أمريكا وأوروبا، أنهم ينتوون إجراء كشوفات على عضو تميَّز به الحمار على سائر الدواب والكائنات الحية من ذوات الثدي، إثراءاً وتعميقاً للحوار الداخلي بين الشواذ!!.