السودان ده بلد ظريف خالص.. العالم كوم.. والسودان كوم.. يغرد خارج السرب تماماً.. يعني مثلاً العقارات في العالم كلو منهاره وفي رخص التراب.. إلا في السودان فهو أغلى عقارياً في كل العالم.. وقطعة أرض (خلاء) في بلدنا هذا تساوي ثمن شقه في لندن أو فيلا في القاهرة.. أو قصر في اديس ابابا.. ثم حتى في الأفكار والسياسة تمارس هجيناً فوضوياً ونركب رأسنا فيه.. فتصر مثلاً على انك يمكن ان تكون شيوعي مسلم.. ودى مابتحصل طبعاً إلا في السودان.. وممكن نبقى حزب بعث عربي وأنت رطاني قح ماعندك صلة بالعروبة حتى القومية العربية بتنطقا (الكوميه الاربيه) وبرضك قومي عربي.. ممكن تكون صوفي حتى النخاع ومع كده عندك «تراك» مع السلفيين.. ممكن تكون ببساطه سني شيعي.. أو وثني مسيحي.. ولما تكون الحاجه المامفهومه دي تركب رأسك.. وداير تغير الأمور براك (رجاله كده)و (حُمْرَة عين) وبعدين حتى الأمور البتتعب فيها دي ما أولويات.. يعني مثلاً الاعلانات المصورة في الشوارع دي.. هي صور ليس إلا.. لكن في واحدين قالوا ماعايزين صور بنات .. يعني كان في اعلان فيهو فنانين وفنانات شباب .. جوا بالليل.. وجابوا سلالم وطلعوا يلا شخبط شخابيط وسودوا ليك وشوش البنات ناس أفراح عصام وصباح وريماز.. قلنا ماشي إكتفينا بى صور طه سليمان وعاصم البنا.. أهو قدر أخف من قدر.. حتى ديل ذاتم ماعاجبنهن قاموا فكروا في حكايات جدو وحبوبة.. بقوا يجيبوا لينا صور رجال كبار.. ونسوان حاجات ومشلخات في أمان الله.. قلنا مالو برضو حاجة كويسة نعود للجذور.. ونوقر شيوخنا.. وأهو الجدود والحبوبات يلقوا تقدير.. وتقيم.. أها بعد كملوا الشيوخ والشيخات.. وجابوا الساده والمشلخين.. المردُ والملتحين.. الخُدر والصفُر.. البيض والسود.. مافضل شيخ ولا شيخة ماظهروا في الصور والاعلانات وبدوا يكونوا نفسن في ذات الاتجاه.. حتى واحدة من الحبوبات الظهرت في الاعلانات الله يديها العافيه قالت ماعندها مانع تمثل لو لقت دور مناسب، وطبعاً لو مثلت حتلقى دور مناسب يعني مامكن المخرج لو بقى (هتشكوك) ولا (فلليني) يخليها تمثل دور طالبة جامعية.. قلنا معليش.. الحقيقه كنا دايرين نعرف ديل منو.. واحدين يقولوا ديل السلفيين واحدين بقولوا ديل متشددين.. لكن في الحقيقة عندهم سلطة نافذة وقوية.. ومافي زول سألن . امكن لو زول سألن يخش النار .. غايتو استحملنا مع انو الحكاية دي صعبة على .. لأني بحب إتفرج على الجمال .. في الاعلانات والبيوت والعمارات والناس والله لمن أشوف لي زول باني عمارة سمحة بقول ربنا يزيدو .. حتى لو عاملها من غسيل أموال بتمنى ربنا يغفر ليه لأنو عمل حاجة جميلة .. فكنت أهو بتفرج على صور الناس السمحين ديل .. حسدونا فيهم .. يعني هم ما قادرين يغضوا البصر عن صورة ..وهم المتشددين وأسياد الدِّين وأهل التقوى الصور ما قدروا يستحملوها نحن نعمل شنو ؟ آخرة المخيرة .. بقوا يجيبوا صور (عوض شكسبيرود. فيصل أحمد سعد) وديل أصحابي وأنا شخصياً ما عندي مانع إتفرج على صورهم أربعة وعشرين ساعة ما أصحابي .. لكن الناس ذنبهم شنو؟ هسع لوخيروكم ياشكسبير ودكتور فيصل صوركم ولا ناس أفراح حتختاروا منو ؟ أكيد ماصوركم ؟ عليكم الله ده كلام .. يآخي جيبوا صور عاصم وطه .. ولا إنشاء الله.. حمد الريح .. والطيب عبد الله معاكم لغاية وردي وكابلي.. وصِلوها لى سرور وكرومة ما عندنا مانع .. لكن الحكاية كدة بقت ما معقولة .. ونحن عشاق الجمال أينما كان الجمال .. والله جميلٌ يحب الجمالَ .. وجدودنا زمان وصونا على الوطن لكن ما ختوا لينا صورهم في وشنا محل ما نقبل .. وياما غنينا لى الصور .. ( توعدنا وتبخل بالصورة .. سافر وخله لى صوره .. للبلد العاليات قصوره.. وشوف ظبية الأرام كيف جالسه في التصويره .. وصورتك الخايف عليها يله بي بروازها ِشيله .. وشِيل معاها الحيطه ذاتا ) وتصوروا..!!